منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمة مدير المنتدي(((سفير النوايا الحسنة))): منتديات بلال السنوسي الإسلامية  ترحب بــــــــكم  وتتمني لكم ان تستفيدوا من الكم الهائل من الاحاديث الشريفة والمعلومات الاسلامية والسيرة الذاتية للصحابة وألـ بيت رسول الله (ص). ورحانيات اهل البيت الطيبين  (واخيراا وحصرياا تحت سماء منتديات بلال السنوسي ألأسلامية)ابتهالات دينية وتواشيح لكبارالشيوخ المصرية والعربية وغيرهم من بلدان العالم (مع تحيات سـفـير الــنوايـا الـحسـنة (ونـتـظرونا انشاء اللــه لنقدم لكـم كل ماهو قـديـم وجـديـد ونـادر) (وحصري ومميز ) وفــقــنا (اللـــــه) ســبـحا نــــة وتــعالــي (جــميعا الي خــدمــة كــتـــابة) الكــــــريـــــم

 

 الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفيرالنواياالحسنة
صاحب الموقع والمديرالعام المسئول
سفيرالنواياالحسنة


هذا العضو حاصل على وسام : الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) Ebda3
ذكر
عدد المساهمات : 3321
نقاط : 10324
حبيب الرسول كبير : 0
تاريخ التسجيل : 30/03/2010

الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها )   الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) I_icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2012 7:48 pm



زواج النبي بالسيدة عائشة عند العلماء والعقلاء والمنصفين



الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) NBt03267

الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) 135
الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) 135الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها ) 135
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.


وبعد:

فإن ممَّا يُدمِي القلب، ويَبعث الأَسَى في النفس: أن يَنقلِب الحقُّ باطِلاً، والباطلُ حقًّا، وأن يُلتَمس لأشرفِ مخلوقٍ وأطهرِ نفسٍ على وجه الأرض ما يُعابُ به، فقد حاوَل بعض الناس أن يَنالوا من عظمة خير خلق الله سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذلك من خلال قصَّة زواجِه من السيدة عائشة - رضي الله عنها - فقد صَوَّروا هذا الزواج الشَّرِيف بصورة ما يحدث أحيانًا من زواج رجلٍ كبيرٍ في السنِّ من فتاة صغيرة لأجل المتعَة والشهوَة فقط، بل صَوَّروا السيدة عائشة - رضي الله عنها - بصورة الطفلة الصغيرة التي زوَّجها أبوها لصَدِيقه إرضاءً له وطلبًا للحَظْوَة عنده، وجعلوا فارِق السنِّ تُكَأَةً للطعْن في أخلاق النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن العدْل عدمُ الحكْم على شخصيَّة - خاصَّة إذا كانت ذاتَ قيادة وريادة في مَسِيرة الإنسانية - من خِلال واقِعَة مُعيَّنة بدون الرُّجوع إلى معرفة كافِيَة عن هذه الشخصيَّة، وسِيرَتها الذاتيَّة، ثم المعرفة الحقيقيَّة لهذه الواقعة، وعدم الاكتِفاء بأقوال الحاقِدين المعانِدين، الذين يُرِيدون صرْف أنوار الحقِّ عن الخلق.



لهذا فإننا - قبل الحديث عن هذا الزواج - ندعو العُقَلاء والمنصِفين من البشَر لمُطالَعة طرفٍ يَسِير جدًّا من أقوال المستشرِقين المنصِفين من غير المسلِمين الذين درسوا حياة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخرجوا بحقائق مهمَّة، فقد وقف كثيرٌ من العُظَماء والمفكِّرين من غير المسلمين عَبْرَ التاريخ أمام سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - موقف التعظيم لسيرته والإعجاب بشخصيَّته، والإشادة بمواقفه ومَبادِئه، فهذا هرقل عظيم الرُّوم يَطرَح كثيرًا من الأسئلة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أبي سفيان - الذي كان وقتَها أشدَّ أعداء الإسلام - ليَنتهِي به المَطَاف بصدق دعوة محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: "لو كنت عنده لغسلت عن قدمه".



أمَّا النجاشي ملك الحبشة فقد أخضَلَ بُكاؤُه لحيتَه عندما سمع بعض ما جاء به محمدٌ قائلاً: "إن هذا الكلام والذي جاء به عيسى ليَخرُجان من مِشكاة واحدة".

يقول المفكِّر الفرنسي لا مارتين: محمد هو النبيُّ، الفيلسوف، الخطيب، المشرِّع، المحارِب، قاهِر الأهواء، وبالنظر لكلِّ مقاييس العظمة البشرية، أَوَدُّ أن أتساءَل: هل هناك مَن هو أعظم من النبي محمد؟!

أمَّا الأديب الإنجليزي الشَّهِير برنارد شو فيقول: إن العالَم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي لو تولَّى أمرَ العالم اليوم، لوُفِّق في حلِّ مشكلاتنا بما يُؤمِّن السلام والسعادة التي يَرنُو البشر إليها.

أمَّا مايكل هارت فيقول في كتابه "الخالدون مائة أعظمهم محمد": إن اختِياري محمدًا ليكون الأوَّل في أهمِّ وأعظم رجال التاريخ، قد يُدهِش القُرَّاء، ولكنَّه الرجل الوَحِيد في التاريخ كلِّه الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.

الزَّعِيم الهندي المهاتما غاندي الذي يقول: بعد انتِهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد، وجدت نفسي بحاجة للتعرُّف أكثر على حياته العظيمة، إنه يملك بلا مُنازِع قلوب ملايين البشر.

أمَّا الكاتب الإنجليزي توماس كارلاي فيقول: إني لأُحِبُّ محمدًا لبراءة طبعه من الرِّياء والتصنُّع... إنه يُخاطِب بقوله الحرِّ المُبِين قَياصِرَةَ الرُّوم وأَكاسِرة العجم، يُرشِدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة الدنيا والحياة الآخِرة.

أمَّا الأديب البريطاني جورج ويلز فيرى في محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعظم مَن أقام دولةً للعدل والتسامح.

أمَّا الباحِث الإنجليزي لاينثر فيَقول: إنِّي لأجهر برَجائي أن يجيء اليومُ الذي يَحتَرِم فيه النصارى المسيحَ - عليه السلام - احتِرامًا عظيمًا باحترامهم محمدًا، ولا رَيْبَ في أنَّ المسيحيَّ المُعتَرِف برسالة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبالحق الذي جاء به هو المسيحي الصادق.

ويري الأديب الروسي الشهير تولستوي: أنَّ شريعةَ محمدٍ ستَسُودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

ويقول المستشرِق ميشون: إن الإسلام الذي أمر بالجهاد قد تَسامَح مع أتباع الدِّيَانات الأخرى، وبفضل تعاليم محمد لم يمسَّ عمر بن الخطَّاب المسيحيين بسوء حين فتح القدس.

ويقول المؤرِّخ الفرنسي جوستاف لبون: إن محمدًا هو أعظم رجال التاريخ.

أمَّا مؤلِّف موسوعة "قصة الحضارة" ول ديورانت فيقول: إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أَثَرٍ في الناس، قلنا: إن محمدًا هو أعظم عُظَماء التاريخ.

وصدَق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

وبعدُ، فهذه نُبْذَة يَسِيرة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - آثَرتُ أن تكون من أقوال غير المسلمين؛ حتى لا نُتَّهم بالمُحابَاة لنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأحبَبتُ أن أُقدِّمها بين يدي موضوعنا حتى يعلم الجميع عمَّن نتحدَّث، وحتى لا نفصل الواقعة التي لم يفهمها البعض عن الشخصية التي عَرَفها عقلاء وعلماء الشرق والغرب وشهدوا لها بالعظمة.


والآن هيَّا ننظُر إلى هذا الزواج المُبارَك بعين الحق والإنصاف، ولكي يتَّضح الأمر بجلاء لِمَن يسأل عن زواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالسيِّدة عائشة - رضِي الله عنها - سؤال استِيضَاح وبيان؛ ليعرف المُلابَسات التي صاحبَتْ هذا الزواج، والحكمة من ورائه - أوضِّح له ذلك في نِقاط مُحدَّدة، فأقول:

الحياة الزوجية لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل زَواجِه بالسيِّدة عائشة - رضِي الله عنها -:

أولاً: النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - تَزَوَّج في شبابِه، وهو في الخامسة والعشرين من عمره لأوَّل مَرَّة بالسيدة الفاضلة خديجة - رضِي الله عنْها - وكان قد سبَق لها الزواج مَرَّتين، وكانت تَكبُرُه بخمس عشرة سنة؛ فقد كانت في سنِّ الأربعين من عمرها، ولم يكن ذلك عن قِلَّة ذات يَدٍ، أو رغبة في رفعة النَّسَب، كلاَّ، بل كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - تاجِرًا مَعرُوفًا بين أهل مكَّة بالأمانة يَتمنَّى كلُّ صاحب مالٍ أن يُتاجِر له - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ماله، ولم يكن بين أهل مكة مَن هو أعلى نسَبًا ومكانَةً منه؛ فهو هاشميُّ الأب والجدِّ، وكان جدُّه عبدالمطَّلِب سيِّد مكة بلا مُنازِع، وأمُّه وأخواله من بني زهرة - قبيلة معروفة بمكة - ومن ثَمَّ كانت تَطمَع في مُصاهَرَتِه جميع بُيُوتات مكَّة؛ بل العرب كلها.


ثانيًا: قضى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فترةَ شبابِه كلَّها مع السيدة خديجة - رضي الله عنها - ولم يَتزوَّج عليها حتى تُوُفِّيَت، وكان قد بلغ الخمسين من عمره، والمجتمع من حوله لا يَعِيب على الرجل أن يتزوَّج على امرأته مَرَّة أو مرَّتين أو مرَّات عَدِيدة، ولم يُعرَف عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا قَبْلَ الزواج ولا بعدَه أنه تَطَلَّع إلى امرأةٍ، أو دنَّس عِرضه بالسِّعْيِ وراء الجواري والغانِيَات - وما أكثَرَهنَّ بمكَّة في ذلك الوقت - ولو حدَثَ هذا لكان أعداؤه من أهل مكَّة أوَّلَ مَن يَنشُرون عنه ذلك ويتَّهمونه به، وهذه الفترة هي فترة اشتِداد الشهوة والرغبة عند الرجال.


ثالثًا: تزوَّج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد السيدة خديجة - رضِي الله عنها - بامرأةٍ مُسِنَّةٍ سبَقَ لها الزواج من قبله، وهي أكبر منه بكثيرٍ وهي السيِّدة سَوْدَة بنت زَمْعَة - رضي الله عنها - ليُواسِيَها بعد وفاة زوجها بالحبشة، ويُنفِق عليها.


من هنا نظَرَ العلماء والعقلاء والمنصِفون إلى الخمسين سنةً الأولى في حياة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فوجدوها مُنِيرة خالِيَة من أيِّ شائبة، ووجَدُوها نموذجيَّة مِثالِيَّة لائقة بعظمة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مجال الحياة الزوجيَّة، وعلى الرغم من وجود الحريَّة التامَّة في الزواج بأجمل جميلات العرب وعدم إنكار مُجتمَعِه للتعدُّد، فإنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يفعل ذلك؛ ممَّا جعل العقل يَحكُم باستِحالَة أن تتفجَّر الشهوة فجأة بعد هذه السن عند النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليتزوَّج من أجلها؛ ومن ثَمَّ فلا بُدَّ من أن يكون زواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد ذلك لحِكَمٍ ومعانٍ أخري غير قضاء الوَطَر والشهوة فقط.


كان هذا الزواج بوحي من الله - تعالى -:

من المعلوم أنَّ رُؤيَا الأنبياء حقٌّ ووحيٌ كرُؤيَا إبراهيم - عليه السلام - حينما رأى أنه يَذبح ولده، ولقد رأى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - السيِّدة عائشة - رضِي الله عنها - في المنام، وأخبَرَه الملك أنها زوجته فاستَمِع معي إلى هذه الرواية عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة - رضِي الله عنها - أنها قالَتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُك في المَنامِ ثلاثَ ليالٍ جاءَني بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ - أي: قطعة جيِّدة - من حريرٍ فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنتِ هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ))؛ (رواه مسلم).


وتأمَّل في قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ))، وكأنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يرى هؤلاء المُعتَرِضين والمُستَغرِبين من الحاقِدين ومن غير العالِمين بحقائق الأمور الذين استغرَبُوا هذا الزواج المُبارَك في هذا العصر فقط، فأخبَرَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه ما دام هذا من أمر الله فسيُمضِيه الله؛ لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما كان له أن يَحِيد عن وحي ربِّه طَرْفَة عينٍ، وتَلمَح فيه طاعَتَه لربِّه، وتوكُّله عليه، ويقِينه بأن لله حكمةً بالِغةً في كلِّ ما يقضيه - سبحانه وتعالى - ومع ذلك فقد كان من شريعته - صلَّى الله عليه وسلَّم - إثبات حقِّ المرأة في قبول النكاح أو رفضه، فقد أثبت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للفتاة الحقَّ في قبول النكاح أو رفضه؛ فعن عائشة - رضِي الله عنها -: "أن فتاةً دَخَلَتْ عليها فقالت: إن أبي زوَّجني من ابن أخيه، ليَرفَع بي خَسِيستَهُ، وأنا كارِهة، قالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجاء رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبرتْهُ فأرسل إِلى أبيها فدعاه، فجعل الأمرَ إليها - أي: الحق في القبول أو الرفض - فقالت: يا رسول الله، قد أَجَزْتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن أُعْلِمَ النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء"؛ (أخرجه النسائي).


وليس بأعجب من أن تروِي هذه الواقعة السيدة عائشة - رضي الله عنها - بنفسها لتَرُدَّ على كلِّ مُتَقوِّلٍ على زواجها من نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كيف تَمَّ الزواج المبارَك بعد الرؤيا التي رآها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثلاث ليالٍ وعلم أنه أمر الله - عزَّ وجلَّ - قدَّر الله أن تقترح امرأةٌ تُسمَّى خَوْلَة بنت حكيم على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يتزوَّج عائشة بنت أبي بكر - رضِي الله عنهما - وفي هذا العرض دليلٌ على طبيعة هذا الزواج، ورأَتْ أنه إنْ فَعَلَ هذا تمتَّنت هذه الصِّلَة بينه وبين أحبِّ الخلق إليه؛ إنه سيدنا الصدِّيق - رضِي الله عنه.


والحقيقة أن الزواج يُقرِّب، فالزواج أحد أكبر وسائل التقارُب بين الأُسَر؛ لأنَّ علاقة النسب وعلاقة الزواج هي من أقدس العلاقات على الإطلاق.


الآن ندع الحديث للسيِّدة خَوْلَة بنت حكيم تحدِّثنا عن هذه الخطبة:

تقول - رضِي الله عنها -: دخلتُ بيتَ أبي بكر فوجدت أمَّ رُومَان زوجته - أي: أم عائشة - فقلت لها: ماذا أدخَلَ الله عليكم من الخير والبركة؟! - تبشِّرها بخير عظيم - قالت: وما ذاك؟

فقالت: أرسلني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأخطب له عائشة.

قالت: ودِدتُ - أي: أحب هذا وأتمناه - انتظِري أبا بكرٍ فإنه آتٍ - وهذا من الأدب مع الزوج - وجاء أبو بكر، فقلت له: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟! أرسلَنِي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأخطُبَ له عائشة.


تصوَّروا ماذا قال؟ قال الصدِّيق - رضِي الله عنه -: وهل تصلح له؟! (رأى مقامه أكبر بكثيرٍ من أن تكون عائشة الصغيرة زوجته، وهل تصلح له؟) إنما هي بنت أخيه.


فرجعتُ إلى النبيِّ - عليه الصلاة والسلام - فقلت له ما قال أبو بكر، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ارجِعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي))، فرجعت"؛ (من "مسند أحمد": عن "السيدة عائشة").


وذلك لأن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عَلِم أن الله سيُمضِي هذا الزواج ويُبارِك فيه، فأتيتُ أبا بكرٍ فذكرت له ذلك، فبرزت مشكلة - ترفع مقام سيدنا الصدِّيق للأَوْجِ.


قال: انتظريني حتى أرجع.

قالت أمُّ رُومان تُوضِّح الموقف لخَوْلَة: إن المُطعِم بن عدي كان قد ذكر عائشة على ابنه جُبَير، ولا والله ما وعد أبو بكرٍ شيئًا قطُّ فأخلف.

ذكر المُطعِم بن عدي أنه يَرْغَب في أن يزوِّج ابنه جُبَيرًا من عائشة، وسيدنا الصدِّيق ما أقرَّ ولا نفى، ولكن سكوته شبه وعد، فلا يقدر أن يبتَّ في الأمر، للوفاء بالوعد، الجبير بن المُطعم بن عدي هل يُوزَن مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ أبدًا، لا، ولكن الوفاء بالعهد من الدين، فأنا أتصوَّر أن سيِّدنا الصدِّيق كاد يتمزَّق إنْ فاتَتْه فرصة زواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعائشة، ولم يخطر في باله أبدًا أن يخطب النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - ابنته عائشة، طبعًا كلُّ أبٍ إذا جاءَه شابٌّ جيِّدٌ وأعلَنَ عن رغبته فمن الممكن أن تُرَحِّب، وبالترحيب يَصِير شبهَ وعدٍ، لا يستطيع أن يقول: نعم للنبيِّ حتى يُنهِي هذه المشكلة، فذهب من تَوِّه إلى المُطعِم بن عدي.


دخل أبو بكر على مُطعِم وعنده امرأته أم جُبَير، وكانت مُشرِكةً، فقالت العجوز: يا ابن أبي قُحافة، لعلَّنا إن زوَّجنا ابننا من ابنتك أن تصبئه وتُدخِله في دينك الذي أنت عليه.

نحن عندنا مشكلة معك، نَخاف أن نُزوِّج ابننا من ابنتك فتصبئه معك وتُدخِله في دينك، هذا كلام الزوجة، سيدنا الصدِّيق لم يردَّ عليها إطلاقًا بل التفَتَ إلى زوجها المُطعِم فقال: ما تقول هذه؟ - أي: أنتَ موافق؟ هل حقًّا تخاف إن زوَّجْت ابنك ابنتي أن يدخل معي في الإسلام؟ - فقال: إنها تقول كذلك؛ أي: أيَّدَها، ووافَقَها، واعتَمَد قولها.


فخرج أبو بكرٍ - رضِي الله عنه - وقد شعر بارتياحٍ لِمَا أحلَّه الله من وعده، وعاد إلى بيته فقال لِخَوْلَة: ادعي لي رسول الله.


يبدو أن هناك تقليدًا في الحياة العربية أنَّ الخاطِب لا بُدَّ من أن يأتي إلى بيت المخطوبة هكذا، انظر إلى الموقف الأخلاقي: ((لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِين لِمَن لا عهدَ له))؛ (من "مسند أحمد"، عن "أنس بن مالك").

سيدنا الصدِّيق، أنا أتصوَّر أنه قد دخَل على قلبه من الفرح ما لا يصفه إنسانٌ، ومع ذلك مُرتَبِط بوعْد، قال لها: انتَظِري، الله - عزَّ وجلَّ - هيَّأ الجوَّ، وتكلَّمَتْ هذه المرأة المشرِكة فقالت: أنا أخشى إن زوَّجتُ ابني ابنتَك أن تُدخِله معك في دينك، تركها، ما تقول يا رجل؟ يعني: زوجها، قال كما قالت، إذًا انتهى الموضوع.


فقال لِخَوْلَة: ادعِي لي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمضَتْ خَوْلَة إلى الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدعَتْه، فجاء بيت صديقه أبي بكر، فأنكَحَه عائشة وهي يومئذٍ بنت ستِّ سنين أو سبع - طبعًا لم يقع زواجٌ لكن جرى عقدٌ - وكان صَداقُها خمسمائة درهم، (انظر: موسوعة دكتور راتب النابلسي).


إذًا؛ عقَدَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على السيِّدة عائشة بمكَّة وهي بنت ستِّ سنين، ودخل بها في المدينة وهي بنت تسع سنين، فلماذا انتظر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه السنوات الثلاث؟ لأن السيِّدة عائشة لم تكن قد بلغت المحيض عند العقْد عليها، ثم بلغت بعد ذلك وصارت مُطِيقةً للزواج، وعندها بنى بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعنى: كانت قد خرجت من طور الطفولة إلى طور الفتيات البالغات.

اعتبارات الزمان والمكان عند العلماء والعقلاء والمُنصِفون:

للفارِق الزمني واختلاف الأماكن أكبرُ اعتبارٍ في الحكم على مثل هذا الزواج، فقد كان ذلك معروفًا في ذلك الزمان عند العرب والأوربيِّين على السواء؛ فبنات نبيِّ الله داود كُنَّ يتزوَّجن في هذه السن، وكذلك أحبَّ (دانتي) (بياتريس) وشبب بها وكانت في السادسة، وكانت (جوليت) في رواية (شكسبير) أمُّها تُعَيِّرها أنها صارت في الثالثة عشرة من عمرها ولم تتزوَّج، بينما رَفِيقاتها تزوَّجن في التاسعة وقبل ذلك، وصار لهنَّ أولاد يذهبن للمدارس.


مَن يُمارِي ويُكابِر في بلوغ السيِّدة عائشة في سنِّ التاسعة، ويَقِيسها على بنات التاسعة اليوم - إنسانٌ لا علم له بالتطوُّر الجسدي للإنسان عبر التاريخ، ولا علم له بالفُرُوق الفرديَّة بين الناس في وقت بُلوغهم، ولا علم له - أيضًا - بأثر الظروف المناخية والبيئية في بلوغ الإنسان؛ فقد مرَّ بالإنسان فترات تاريخية قديمة كان جسده من حيث البنيَة والطُّول أضعاف ما عليه الآن، والناس ما زالوا يتناقَصُون في هذا جِيلاً بعد جيل حتى يومنا هذا، وقد تجد أخوين في أسرة واحدة بينهما فارق في وقت البلوغ يصل إلى عامٍ أو عامين، فضلاً عمَّا هو مُطَّرِد عند الكثير من الشعوب من بلوغ البنات قبل البَنِين، والظُّروف المناخية والبيئية؛ من الحرارة والبرودة، والجفاف والخصوبة، والحضارة والبداوَة، ووسائل الإعلام والاتِّصال ونحوها عوامِل مُؤثِّرة بدرجة كبيرة في سرعة وتأخُّر بلوغ الفتى والفتاة؛ والدليل على ذلك في عصرنا الحالي حيث انخفَضَ سنُّ البلوغ في أغلب أنحاء العالم مع النموِّ الجنسي المبكِّر للفِتيان والفَتيات، وكثرة المُثِيرات الشهوانيَّة التي أفرزَتْها التغيُّرات الاجتِماعية والصناعيَّة والثقافية والإعلامية التي طرَأَتْ على العالم في القرن العشرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nda2eleslam.yoo7.com
 
الشيخ محمد السنوسي في خطبة جمعة؟ عن زواج السيده عائشة (رضي الله عنها )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة الشيخ محمد السنوسي رحمه الله عن \السيدة خديجة أم المؤمنين
» في مناقب السيده عائشة رضي الله عنها وارضاها
» خطبة الشيخ محمد السنوسي وهي عن احباب وسللة بيت النبوة
» الشيخ محمد السنوسي (يلقي) خطبة من مسجده سيدي ابو المرسي العباس
» من شمائل عائشة رضي الله عنها ( حملة أم المؤمنين رضي الله عنها )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية  :: منتدي أل البيــت الكرام-
انتقل الى: