أسس اختيار الزوجين في الشريعة الإسلامية

سس اختيار الزوجين في الشريعة الإسلامية

د. صالحة بنت دخيل الحليس *

نبهت الشريعة المطهرة إلى الأساس الذي ينبغي لكل الزوجين مراعاته عند الرغبة في الزواج:-
ألا وهو الدين، جاء في الحديث الصحيح : تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.[1]
وهذا وإن كان واردًا في المرأة فإنه أساس القبول بالرجل أيضاً؛ لأنه لا فارق بين الرجل والمرأة في هذا المعنى.
وهذا لا يمنع من ملاحظة المعاني الأخرى كلها أو بعضها لكن بعد توافر الأساس الأول من غير من تجعل هي الأساس، وإلا أصبحت حينئذ شقاء، ووبالاً ينال حتى الثمرة التي تنتج من هذا الزواج . قال الغزالي: "فأمـا من لا يأمن على دينه ما لم يكن له مســــتمتع فليطلب الجمــال، فالتلذذ بالمباح حصن للدين".[2]

ويقول الشاعر:
تجاوزت بنت العم وهي حبيبة *** مخافة من يضوي على سليلي[3]
وخلاصة القول من اختيار والدي الجنين كل منهما الآخر على أســـاس الدين فاظفر بذات الدين تربت يداك، أو الأخلاق إذا خطب إليــكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.[4] هو المقصود والمعول عليه في الإسلام وما عداه يكون تبعا له.
المقصد من أهمية الاختيار في مستقبل الجنين
عرفنا من أســس الاختيار المشروعة كثيرة، ولكن الشرع أكد على الدين في الزوجين.
لأن إهمال هذا الجانب يؤدي في الغـالب إلى كثير من المشكلات الأسرية، والويلات الاجتماعيـة التي يلحق ضررها بالأفراد والمجتمع حتى الجنين في بطن أمه لم يســـلم من تأثيراتها السلبية عليه، وهذا ما أكده علماء النفس والاجتماع. [5]
لهذا حرص الإســلام على حق الفرد في هذا حتى من قبل من يخرج إلى الوجود.
وهناك أمور مستحسنة تكمل معنى الاختيار وهي الاهتمام بالبعد عن الزواج من الأسر المعروفة بالأمراض أو الضعف ونحو ذلك، سواء أكانوا من الأقارب أم من غيرهم.
وقد ذكر الفقهاء هذا المعنى اعتماداً على بعض الأحاديث ولكنها واهية [6] مع من ملاحظة ذلك مما لا ينافي الشريعة إذ هو من باب الاحتياط لدفع الضرر الذي عد دفعه قاعدة شرعية.
وقد أمكن الآن في هذا الزمن التعرف على هذه المضار الصحية التي تضر بالجنيـن في مرحلة ما قبل الزواج عن طريق الفحوصات الطبية قبل الزواج فمراعاتها والعمل بها أمر متعين؛ لأنه يكمل حسن الاختيار، ويدرأ بإذن الله أمورًا في غاية الخطورة.
المصدر: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة
*جامعة أم القرى
المراجع

[1] صحيح البخاري بشرح فتح الباري 9/132، صحيح مسلم بشرح النووي 10/51.

[2] إحياء علوم الدين 2/39.

[3] انظر: قصة الزواج والعزوبة في العالم ص90.

[4] رواه الترمذي في"الجامع" في: كتاب النكاح، باب ما جاء فيمن ترضون دينه فزوجوه ح 1084.
انظر: جامع الترمذي بتحفة الأحوذي 4/205. حسنه الألباني. انظر: إرواء الغليل 6/ 267.

[5] انظر: الطفولة والمراهقة النمو الإنساني للدكتور محمود عطا حسين عقل ص132 وما بعدها

[6] انظر: التلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني 3/ 146 حيث يعتبر حديث لا تنكحوا القرابة القريبة، فإن الولد يخلق ضاويًا غريباً وقال عنه ابن الصلاح: "لم أجد له أصلاً".

» طريقة الاعتذار بين الزوجين
» معلومه العسكرية العربية الإسلامية
» مع وصية أمير البحار الإسلامية ، ومذل البحرية الصليبية " أمير البحار : خير الدين بربروس "