منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمة مدير المنتدي(((سفير النوايا الحسنة))): منتديات بلال السنوسي الإسلامية  ترحب بــــــــكم  وتتمني لكم ان تستفيدوا من الكم الهائل من الاحاديث الشريفة والمعلومات الاسلامية والسيرة الذاتية للصحابة وألـ بيت رسول الله (ص). ورحانيات اهل البيت الطيبين  (واخيراا وحصرياا تحت سماء منتديات بلال السنوسي ألأسلامية)ابتهالات دينية وتواشيح لكبارالشيوخ المصرية والعربية وغيرهم من بلدان العالم (مع تحيات سـفـير الــنوايـا الـحسـنة (ونـتـظرونا انشاء اللــه لنقدم لكـم كل ماهو قـديـم وجـديـد ونـادر) (وحصري ومميز ) وفــقــنا (اللـــــه) ســبـحا نــــة وتــعالــي (جــميعا الي خــدمــة كــتـــابة) الكــــــريـــــم

 

 في محاوله هدم الكعبه المشرفه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفيرالنواياالحسنة
صاحب الموقع والمديرالعام المسئول
سفيرالنواياالحسنة


هذا العضو حاصل على وسام : في محاوله هدم الكعبه المشرفه Ebda3
ذكر
عدد المساهمات : 3321
نقاط : 10324
حبيب الرسول كبير : 0
تاريخ التسجيل : 30/03/2010

في محاوله هدم الكعبه المشرفه Empty
مُساهمةموضوع: في محاوله هدم الكعبه المشرفه   في محاوله هدم الكعبه المشرفه I_icon_minitimeالخميس يوليو 15, 2010 10:57 pm


بسم الله الرحمن الرحيم





أبرهة الأشرم
(... - نحو 571م)

قائد من الحبش، جاء إلى اليمن في الحملة التي أرسلها ملك الحبشة النجاشي أصحمة، بقيادة أرياط، لغزو اليمن والانتقام لمقتل النصارى في حادثة الأخدود على يد الملك ذي نواس، فصارت اليمن تابعة للحبشة، وتولى أرياط الحكم فيها في ظل ملكها الحميري السميفع.
تختلف الروايات في حقيقة العلاقة بين أرياط وأبرهة، فتجعل بعضها أرياط رئيساً على أبرهة وأخرى تجعله نداً له في قيادة جيش الحبشة.
ثم نازع أبرهة أرياط في أمر الحبشة باليمن، وجرت بينهما مبارزة شرم فيها أرياط عين أبرهة وأنفه، فلقب لذلك بالأشرم، أما أرياط فقتله غلام لأبرهة.
ويقال إن السميفع لم يكن على شيء من الحزم فتألب عليه الجند عام 531م واتفقوا على تمليك أبرهة الذي استقل باليمن وتلقّب بألقاب الملوك وامتنع عن ارسال الجزيه للنجاشي.
وحاول النجاشي أن يستعيد سيطرته على اليمن فأرسل تجريدتين لتأديب أبرهة أخفقتا. وتجمع الروايات على أن النجاشي حلف ألا يدع أبرهة إلا أن يطأ بلاده ويجز ناصيته ويهرق دمه، فكتب إليه أبرهة كتاباً فيه تودد واعتذار أرضى النجاشي فثبته على عمله بأرض اليمن، فأصبح أبرهة في حكم الملك المستقلّ وإن اعترف اسمياً بسلطة النجاشي وأدى إليه الجزية، مما جعل الأحوال تستقر بينهما.
قامت في اليمن عدة ثورات على أبرهة في زمن حكمه الذي امتدّ نحو أربعين عاماً استطاع أن يخمدها جميعاً، وعقد معاهدات مع بعض أقيال سبأ، وتوافدت إليه الوفود من الحبشة وفارس وبيزنطة ومن غسان الشام مما يدلّ على المكانة والقوة التي وصل إليها.
عني أبرهة بالعمران، فأعاد ترميم سد مأرب الذي كان قد تصدع، ويدل على ذلك رَقيم وجد عند السد (يتألف من 136 سطراً ونحو 470 كلمة) نقشت عليه كتابة تفسر كثيراً من الأحداث في حكم ابرهة.
وتمكن أبرهة من إعادة نشر النصرانية في اليمن، وبنى عدة كنائس منا «القُلَّيْس» بصنعاء، كانت من عجائب البناء في عظمتها وضخامتها وتزويقها، أراد بها أن تكون كعبه العرب بدلاً من «البيت» وتحويل أنظار القبائل العربية إلى صنعاء وربط اليمن بالشام، ولما أخفق في تحويل الكعبه إلى حج «القلَّيس» جهز حملة لهدم الكعبة سار في مقدمتها، ولكنه أخفق في دخول مكة وتحقيق هدفه.
تركت حملة الفيل أثراً كبيراً في أحياء العرب حتى عُدت مبدأ التقويم عندهم، كما رفعت من شأن الكعبة وعززت مكانة قريش. وقد ورد ذكر حملة أبرهة في القرآن الكريم في سورة الفيل وورد اسم أبرهة في كتب التاريخ وفي الشعر الجاهلي، وضرب به المثل في القوة والصيت والسلطان، وكني بأبي يكسوم.
أبرهة والفيل والكعبة

فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكه ، وهيأ فيله وعبى جيشه - وكان اسم الفيل محمودا - وأبرهة مجمع لهدم البيت ثم الانصراف إلى اليمن . فلما وجهوا الفيل إلى مكه ، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه فقال ابرك محمود أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه . فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبى ، فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلىى الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلىى مكه فبرك فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر معها ثلاثة أحجار يحملها : حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربين

فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمث قيحا ودما ، حتى قدموا به الى صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون .


يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: في محاوله هدم الكعبه المشرفه SQoosأَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ

* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
* تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍفي محاوله هدم الكعبه المشرفه EQoosصدق الله العظيم





هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة الفيل‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها خمس‏(5)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستعراضها ما حدث لأصحاب الفيل‏,‏ وهي حادثة وقعت قبل البعثة المحمدية الشريفة‏.


‏ ولكن كانت في سنة مولده ـ صلي الله عليه وسلم ـ وقد اشتهرت حادثة أصحاب الفيل بين أهل الجزيرة العربية حتي أرخوا بها‏,‏ وقد عظم من شأن هذا التاريخ موافقة سنة الحادثة لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ عليه وعليهم أجمعين أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏),‏ وكون الحادثة قد أكدت حرمة كل من الكعبة المشرفة‏,‏ والحرم المكي الشريف الذي حرمه الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض‏.‏


والخطاب في هذه السورة الكريمة موجه إلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ يخبره فيه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ بأنه قد علم علما لا يخالطه أدني شك بما وقع لأصحاب الفيل الذين جاءوا لهدم بيت الله الحرام فخيب الله آمالهم‏,‏ وأفشل سعيهم الظالم الفاسد‏,‏ ورد كيدهم في نحورهم‏,‏ وجعل تدميرهم في تدبيرهم‏,‏ فدمر وسلط عليهم من جنده طيرا أبابيل في جماعات عظام متتابعة بعضها في إثر بعض‏,‏ تقذفهم بحجارة محرقة شديدة الصلابة‏.


‏ فجعلتهم كالعصف المأكول‏,‏ أي كأوراق الزروع اليابسة التي أصابتها الآفات فأتلفتها إتلافا كاملا وهي لا تزال علي أعوادها‏,‏ أو كالتبن الذي أكلته الدواب وراثته‏(‏ أي أخرجته علي هيئة الروث‏),‏ والعصف هو قشر البر‏,‏ أي الغلاف الذي يكون فيه حب القمح‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات‏:‏ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل‏*‏ ألم يجعل كيدهم في تضليل‏*‏ وأرسل عليهم طيرا أبابيل‏*‏ ترميهم بحجارة من سجيل‏*‏ فجعلهم كعصف مأكول‏(‏الفيل‏:1‏ ـ‏5).‏


وفي قوله ـ تعالي ـ‏:‏ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل خطاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي هيئة سؤال استفهامي للتقرير بما تواتر نقله عن حادثة أصحاب الفيل.


‏ والمشهور أن مولد خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ كان في عام الفيل‏,‏ بعد وقوع الحادثة بخمسين يوما‏,‏ وكان ذلك إرهاصا لبعثته الشريفة‏,‏ وتكريما لشخصه‏,‏ وإثباتا لمقامه عند ربه‏,‏ وتأكيدا لعظم قدرة الله الخالق‏,‏ البارئ‏,‏ المصور‏,‏ وعلي شدة انتقامه من الطغاة المتجبرين في الأرض‏,‏ والمتعالين علي الخلق‏.‏


وفي الاستفهام التقريري في الآيتين الأولي والثانية من سورة الفيل تذكير لأهل مكة بنعم الله ـ تعالي ـ عليهم في جعل هذه البلدة آمنة من غارات الأعداء‏,‏ وفي تعهده ـ سبحانه وتعالي ـ بحماية بيته الحرام من أي اعتداء‏.


ومن هنا كان من أوائل واجباتهم عبادة الله وحده‏,‏ ونبذ الشرك وأهله‏,‏ والاستجابة لدعوة الرسول الخاتم ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ الذي جاء ليدعوهم بدعوة كل الأنبياء السابقين‏:‏ أن‏...‏ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره‏...‏ بدلا من معارضته‏,‏ والتصدي لدعوته‏,‏ ومطارد ة القلة المؤمنة التي تبعته علي دين الله الذي لا يرتضي من عباده دينا سواه‏.‏


وبينت الآيات الثلاث التالية كيف جعل الله ـ سبحانه وتعالي ـ كيد أصحاب الفيل في تضليل فقال ـ عز من قائل ـ‏:‏ وأرسل عليهم طيرا أبابيل‏*‏ ترميهم بحجارة من سجيل‏*‏ فجعلهم كعصف مأكول‏.‏


و‏(‏الأبابيل‏)‏ أي‏:‏ زمرا زمرا‏,‏ وهو وصف للجماعات العظام المتتابعة‏,‏ بعضها في إثر بعض‏,‏ تأتي من كل ناحية حتي لا يمكن أن تقاوم‏.‏ و‏(‏أبابيل‏)‏ اسم جمع لا واحد له من لفظه‏;‏ وقيل‏:‏ واحده‏(‏ إبالة‏)‏ وهي حزمة الحطب الكبيرة‏,‏ شبهت بها جماعة الطير في تضامها‏.‏


و‏(‏سجيل‏)‏ كلمة فارسية مركبة من أصلين يفيدان معني الحجر والطين‏,‏ أي‏:‏ الطين الذي أحرق حتي تحجر‏,‏ و‏(‏العصف‏)‏ هو الغلاف الذي يكون فيه حب القمح‏,‏ والذي إذا انفصل عن حبة القمح صار تبنا‏,‏ وإذا أكلت البهائم ذلك التبن وأخرجت فضلاته صار روثا‏.


‏ وشبهت الآية الكريمة في ختام سورة الفيل تقطع أوصال المعتدين من أصحاب الفيل وتفرقها بواسطة ما ألقي علي كل واحد منهم من حجارة من سجيل بتقطع التبن وغيره من البقايا الجافة للنبات حينما تهضم في معدة الدابة من الدواب ثم يلقي بنفاياتها كما تلقي تلك الدواب بالروث إلي خارج أبدانها‏,‏ وهو تصوير مروع لحال هلاك أصحاب الفيل‏.‏


من أوجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في ذكر القرآن الكريم لقصة أصحاب الفيل‏:‏ من أوجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في سورة الفيل تسجيل حملة أبرهة الأشرم الحاكم الحبشي لليمن من أجل هدم الكعبة المشرفة‏,‏ وذلك في سنة‏570‏ م ـ في الفترة التي خضعت فيها اليمن لحكم الأحباش بعد طرد الحكم الفارسي منها ـ


وتذكر الروايات التاريخية أن أبرهة الأشرم كان قد بني كنيسة في اليمن وسماها باسم ملك الحبشة‏,‏ وأسرف في الإنفاق علي ذلك البناء ليجعله أفخم بناء في شبه الجزيرة العربية‏.


أملا في صرف أنظار العرب عن الكعبة المشرفة به‏,‏ وكان العرب ـ حتي في جاهليتهم ـ يعظمون الكعبة ويحافظون علي حرمتها‏,‏ فكان الرجل يلاقي قاتل أبيه في الحرم المكي فلا يستطيع أن يناله بسوء تعظيما لحرمة بيت الله ـ سبحانه وتعالي ـ وكان اتفاق كل قبائل العرب علي ذلك دليلا علي ما كانوا قد توارثوه عن أجدادهم من بقايا الحق القديم الذي دعا إليه جميع أنبياء الله ورسله‏,‏ من لدن أبينا آدم ـ عليه السلام ـ إلي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏).‏


ولم تكن حرمة مكة المكرمة تحمي الإنسان فقط ـ حتي في زمن الجاهلية ـ بل كانت تمتد إلي حماية كل من النبات والحيوان في جميع أرجاء الحرم المكي الذي كانت حدوده معلومة للجميع‏.‏


لذلك لم ينصرف العرب عن الكعبة المشرفة‏,‏ وظلت قلوبهم معلقة بها ـ رغم شركهم ـ وظلت نظرتهم إلي أهل الكتاب فيها كثير من الشك والريبة لاستهانة أولئك بتعاليم ربهم‏,‏ وجرأتهم علي تحريف الكتب التي أنزلت إليهم‏.‏


ونظرا لعدم استجابة العرب لدعوة أبرهة الأشرم بالحج إلي كنيسته‏,‏ فإنه صمم علي هدم الكعبة المشرفة‏,‏ وأعد لذلك جيشا جرارا تصاحبه مختلف صنوف الأسلحة ووسائل النقل المتاحة‏,‏ وفي مقدمتها فيل له شهرة خاصة عندهم‏.‏ فتسامع العرب بمخطط أبرهة الأشرم‏,‏ وعز عليهم أن يتوجه لهدم الكعبة المشرفة‏.


‏ فاعترض جيشه رجل من أشراف أهل اليمن يقال له ذو نفر‏,‏ ولكن أبرهة هزمه وأخذه أسيرا‏.‏ ثم اعترضه نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتين من العرب‏,‏ فهزمهم أبرهة كذلك وأسر زعيمهم الذي قبل أن يكون دليله في أرض العرب حتي أوصله إلي أرض الطائف فخرج إليه رجال من ثقيف قائلين لأبرهة‏:‏ إن البيت الذي تقصده ليس بالطائف‏,‏ إنما هو في مكة‏,‏ وبعثوا معه من يدله علي الكعبة‏,‏ وذلك صرفا لأبرهة عن بيتهم الذي بنوه لمعبودهم اللات‏.‏


وسار أبرهة بجيشه قاصدا مكة‏,‏ فلما كان بالمغمس بين الطائف ومكة‏,‏ عسكر هنالك‏,‏ وبعث بأحد قواده في حملة علي البدو والذين يعيشون في ضواحي مكة ففزعهم ونهب حلالهم‏,‏ وكان مما نهب مائتا بعير لسيد قريش عبدالمطلب بن هاشم‏,‏ فهمت قبائل قريش‏,‏ وكنانة‏,‏ وهذيل‏,‏ وكل من كان بالحرم المكي لقتال أبرهة وجيشه‏,‏ ولكن نظرا للفارق الكبير في العدد والعدة بين الجانبين‏,‏ فإن العرب تركوا القتال واستسلموا لمصيرهم المحتوم‏ .‏



ثم بعث أبرهة نائبا عنه إلي مكة يسأل عن كبير أهلها ليخبره بأن أبرهة لم يأت لقتالهم وإنما جاء لهدم الكعبة‏,‏ فإن لم يتعرضوا له وهو يقوم بتلك المهمة فإنه لن يقاتلهم‏,‏ ولما بلغ ذلك عبدالمطلب قال لمندوب أبرهة‏:‏ والله ما نريد حربه‏,‏ وما لنا بذلك من طاقة‏;‏ هذا بيت الله الحرام‏,‏ وبيت خليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏..‏ فإن يمنعه الله منه فهو بيته وحرمه‏,‏ وإن يخل بينه وبين أبرهة فوالله ما عندنا دفع عنه‏;‏ فطلب منه مندوب أبرهة أن يذهب معه للقاء سيده‏,‏ فانطلقا حتي وصلا إليه‏.‏


قال مؤرخو الواقعة ومنهم ابن إسحاق‏:‏ إن عبدالمطلب كان من أوسم الناس وأجملهم صورة‏,‏ وأعظمهم طلعة‏,‏ فلما رآه أبرهة الأشرم أجله وأعظمه‏.‏ ونزل عن سريره وأجلس عبدالمطلب بجواره علي بساط له‏,‏ ثم قال أبرهة لترجمانه‏:‏ قل له‏:‏ ما حاجتك؟ فقال عبدالمطلب‏:‏ حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي‏.‏


فلما قال ذلك‏,‏ قال أبرهة لترجمانه‏:‏ قل له‏:‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك‏,‏ ثم زهدت فيك حين كلمتني‏!‏ أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك‏,‏ وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟ قال له عبدالمطلب‏:‏ إني أنا رب الإبل‏,‏ وإن للبيت ربا سيمنعه‏.‏ رد أبرهة علي الفور قائلا في غطرسة وكبر‏:‏ ما كان ليمتنع مني‏.‏ قال له عبدالمطلب‏:‏ أنت وذاك‏!‏ فرد عليه أبرهة إبله‏,‏ وانتهي اللقاء‏.‏


انصرف عبدالمطلب إلي مكة‏,‏ وأخبر أهلها بما دار بينه وبين أبرهة‏,‏ وأمرهم بالخروج من مكة‏,‏ وبالتحرز في شعف الجبال‏,‏ ثم قام فأخذ بحلقة باب الكعبة‏,‏ وقام معه نفر من قريش يدعون الله ـ تعالي ـ ويستنصرونه علي أبرهة وجيشه‏.‏


وجه أبرهة جيشه وفيله تجاه مكة‏,‏ ولكن الفيل برك قبل الحرم المكي‏,‏ وأبي أن يدخله‏,‏ وحاول جيش أبرهة حمله علي ذلك ولكنه استعصي عليهم جميعا‏.‏


وفي هذا الموقف الرهيب خارج حدود الحرم المكي فوجئ أبرهة وجيشه بجماعات هائلة من أسراب الطير المتتابعة بلا انقطاع ترميهم بحجارة من سجيل‏,‏ وكلما أصابت الحجارة فردا منهم أو من دوابهم تركته مهترئا كأواق الشجر الجافة الممزقة أو التي أكلتها الدواب وأخرجت نفاياتها كقطع الروث المبعثرة‏.


‏ وأصيب أبرهة كما أصيب جنوده‏,‏ وأراد الله ـ تعالي ـ أن يجعله عبرة لمن لا يعتبر فأبقاه حيا حتي عاد إلي صنعاء ولحمه يتساقط من بدنه أنملة أنملة‏,‏ ولم يمت حتي انشق صدره عن قلبه وأحشائه كما أثبتت الروايات عن تلك الحادثة‏.‏


وتدوين سورة الفيل تلك الواقعة هو وجه من أوجه الإعجاز التاريخي والإنبائي في كتاب الله‏,‏ لأنه علي الرغم من اشتهار الحادثة في زمانها حتي أرخ العرب بها‏,‏ إلا أن الأجيال المتتابعة قد نسيتها‏,‏ بل إن كثيرا من الأقلام المادية الملحدة قد أنكرتها لعدم تمكن تلك العقول الجاحدة التي لا تعرف للألوهية حقها أن تستوعب حقيقة أن الله ـ تعالي ـ علي كل شيء قدير‏,‏ وأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‏.‏


ومن الدروس المستفادة من عرض القرآن الكريم قصة أصحاب الفيل ما يلي‏:‏


‏(1)‏ أن الله ـ تعالي ـ هو رب هذا الكون ومليكه‏,‏ وهو حافظه ورازق جميع خلقه‏,‏ ولا سلطان لأحد بجوار سلطانه‏,‏ وأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‏,‏ وعلي ذلك فإن العقل البشري لا يستطيع تفسير المعجزات التي يجريها الله ـ سبحانه وتعالي ـ لأنبيائه ورسله‏,‏ أو أن ينزلها عقابا للكفار والمشركين من خلقه‏,‏ وللطغاة‏.‏


‏(2)‏ كذلك فإنه انطلاقا من حرمة أول بيت وضع للناس في الأرض‏(‏ الكعبة المشرفة‏),‏ فإن رب هذا البيت لم يمكن أبرهة الأشرم وجنده من هدمه‏,‏ ولا حتي من تدنيس حرمه الذي لم يقدر لهم أن يطأوا شبرا من أرضه‏,‏ حتي والمشركون من حوله‏,‏ يملأون ساحته بالأصنام والأوثان والأنصاب والأزلام‏,‏ لأن سلوك المشركين لم ينل من حرمة هذا البيت‏.‏


‏(3)‏ أن حرمة مكة المكرمة ظلت مصونة حتي في زمن الجاهلية حين بقي العرب يعظمون الكعبة المشرفة‏,‏ ويؤدون شعيرة الحج مع انحرافات كثيرة في أداء تلك العبادة‏.‏


‏(4)‏ أن العرب لم يكن لهم كيان إلا بالإسلام‏,‏ ولن يكون لهم كيان بدونه‏,‏ فلقد كانوا قبل الإسلام عبيدا للفرس أو الروم أو الأحباش‏,‏ فلما أسلموا سادوا نصف الكرة الأرضية في أقل من قرن من الزمان‏,(...‏ والله يقول الحق وهو يهدي السبيل‏).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nda2eleslam.yoo7.com
 
في محاوله هدم الكعبه المشرفه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية  :: منتدي الصحابة الكرام-
انتقل الى: