منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمة مدير المنتدي(((سفير النوايا الحسنة))): منتديات بلال السنوسي الإسلامية  ترحب بــــــــكم  وتتمني لكم ان تستفيدوا من الكم الهائل من الاحاديث الشريفة والمعلومات الاسلامية والسيرة الذاتية للصحابة وألـ بيت رسول الله (ص). ورحانيات اهل البيت الطيبين  (واخيراا وحصرياا تحت سماء منتديات بلال السنوسي ألأسلامية)ابتهالات دينية وتواشيح لكبارالشيوخ المصرية والعربية وغيرهم من بلدان العالم (مع تحيات سـفـير الــنوايـا الـحسـنة (ونـتـظرونا انشاء اللــه لنقدم لكـم كل ماهو قـديـم وجـديـد ونـادر) (وحصري ومميز ) وفــقــنا (اللـــــه) ســبـحا نــــة وتــعالــي (جــميعا الي خــدمــة كــتـــابة) الكــــــريـــــم

 

 احكام الرقية الشـــــــــــــرعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفيرالنواياالحسنة
صاحب الموقع والمديرالعام المسئول
سفيرالنواياالحسنة


هذا العضو حاصل على وسام : احكام الرقية الشـــــــــــــرعية  Ebda3
ذكر
عدد المساهمات : 3321
نقاط : 10324
حبيب الرسول كبير : 0
تاريخ التسجيل : 30/03/2010

احكام الرقية الشـــــــــــــرعية  Empty
مُساهمةموضوع: احكام الرقية الشـــــــــــــرعية    احكام الرقية الشـــــــــــــرعية  I_icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 10:22 pm


في السلسلة العلمية ـ نحو موسوعة شرعية في علم الرقى (1)
( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ـ من بداية صفحة رقم 369 ـ إلى نهاية صفحة رقم 410) .

* المبحث السادس : أقوال أهل العلم في بعض المسائل المتعلقة بالرقية :-

أولا : رقية أهل الكتاب للمسلمين :-

تلك المسألة مما اختلف فيه أهل العلم ، فمنهم من أباح ذلك كالإمام مالك في رواية عنه ، والشافعي ، وابن وهب ، ومنهم من منع ذلك نظرا للتبديل الذي وقعوا فيه ، فلا يؤمن أن يرقوا بما هو محرم ، كالإمام مالك
في رواية ، والربيع بن سليمان وهو المفهوم من قول عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – 0

ولدراسة هذه المسألة دراسة موضوعية متأنية لا بد أولا من عرض الآثار التي اعتمد عليها الموافقون والمخالفون لذلك ، وهي على النحو التالي :-

* دليل الموافقين :-

عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها ، فقال : ( عالجيها بكتاب الله ) 0 ( أخرجه ابن حبان في صحيحه - برقم ( 1419 ) ، أنظر السلسلة الصحيحة 1931 ) 0

قال الربيع Sad سألت الشافعي عن الرقية فقال : لا بأس أن يرقى
بكتاب الله ، وما يعرف من ذكر الله 0 قلت : أيرقي أهل الكتاب المسلمين ؟ فقال : نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله أو ذكر الله ، فقلت : وما الحجة في ذلك ؟ قال : غير حجة ، فأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر : ارقيها بكتاب الله فقلت للشافعي : فإنا نكره رقية أهل الكتاب ، فقال : وأنتم تروون هذا عن أبي بكر ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبي  خلافه وقد أحل الله جل ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا أو أخف ) 0( الأم - 7 / 228 ، والبيهقي – 9 / 349 ، والأثر رواه ابن أبي شيبة – 7 / 408 ، ومالك في الموطأ – 2 / 943 بسند صحيح ) 0

قال الزرقاني Sad ارقيها بكتاب الله : القرآن إن رجى إسلامها ، أو التوراة إن كانت معربة بالعربي ، أو أمن تغييرهم لها ، فتجوز الرقية به ، وبأسماء الله وصفاته ، وباللسان العربي ، وبما يعرف معناه من غيره 0 بشرط اعتقاد أن الرقية لا تؤثر بنفسها ، بل بتقدير الله 0 قال عياض : اختلف قول مالك في رقية اليهودي والنصراني المسلم وبالجواز قال الشافعي00) 0( شرح الموطأ - 4 / 417 ) 0


قال الباجي Sad ارقيها بكتاب الله عز وجل : ظاهره أنه أراد التوراة ؛ لأن اليهودية في الغالب لا تقرأ القرآن ، ويحتمل والله أعلم أن يريد بذكر الله عز اسمه ، أو رقية موافقة لما في كتاب الله تعالى ، ويعلم صحة ذلك بأن تظهر رقيتها ، فإن كانت موافقة لكتاب الله عز وجل أمر بها ، وما لم يكن على هذا الوجه ففي المستخرج عن مالك : لا أحب رقى أهل الكتاب وكرهه ، وذلك والله أعلم إذا لم تكن رقيتهم موافقة لما في كتاب الله تعالى ، وإنما كانت من جنس السحر ، وما فيه كفر مناف للشرع ) 0 ( المنتقى شرح الموطأ - 7 / 261 ) 0

* دليل المخالفين :-

...

عن زينب امرأة عبدالله ، قالت : كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة ، وكان لنا سرير طويل القوائم 0 وكان عبد الله ، إذا دخل ، تنحنح وصوت 0 فدخل يوما ، فلما سمعت صوته احتجبت منه 0 فجاء فجلس إلى جانبي 0 فمسني فوجد مس خيط 0 فقال ما هذا ؟ فقلت : رقي لي فيه من الحمرة 0 فجذبه وقطعه ، فرمى به وقال : لقد أصبح آل عبدالله أغنياء عن الشرك 0 سمعت رسول الله صلى اللع عليه وسلم يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 1 / 381 ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب (17) - برقم ( 3883 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 39 ) - برقم ( 2845 ) ، = = والحاكم في المستدرك - 4 / 418 ، والبيهقي في السنن - ( 9 / 350 ) ، أنظر صحيح الجامع 632 ، صحيح أبي داوود 3288 ، صحيح ابن ماجة 2845 ) 0
قلت : فإني خرجت يوما فأبصرني فلان –
وفي رواية فلان اليهودي - فدمعت عيني التي تليه 0 فإذا رقيتها سكنت دمعتها0وإذا تركتها دمعت 0 قال : ذاك الشيطان 0 إذا أطعته تركك ، وإذا عصيته طعن باصبعه في عينك 0 ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفين 0 تنضحين في عينك الماء وتقولين : أذهب البأس0 رب الناس 0 اشف ، أنت الشافي0 لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ) 0( أخرجه الإمام أحمد فـي مسنده – 1 / 76 ، 381 - 3 / 151 ، 267 ، 418 – 4 / 259 – 6 / 44 ، 45 ، 109 ، 115 ، 126 ، 127 ، 131 ، 261 ، 278 ، 332 ، 438 ، والإمام البخاري في صحيحه – كتاب المرضى ( 20 ) – برقم ( 5675 ) ، وكتاب الطب ( 38 ، 40 ) – برقـم ( 5742 ، 5743 ، 5750 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الطب ( 17 ، 19 ) - برقم ( 3883 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الجنائز ( 4 ) - برقم ( 986 ) - وكتاب أحاديث شتى من أبواب الدعوات ( 2 ) - برقم ( 3818 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 36 ، 39 ) - وكتاب الجنائز ( 64 )- برقم ( 3530 ) ، وقال الألباني حديث صحيح - أنظر صحيـح أبي داوود ( 3288 ) ، صحيح الترمذي 778 ، 2823 ، صحيح ابن ماجة 2845 ) 0

* أقوال أهل العلم :-
قال الحافظ بن حجر في الفتح Sad قال المازري : اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه ، وأجاب من أجاز بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه ، وهو كالطب سواء كان غير الحاذق
لا يحسن أن يقول والحاذق يأنف أن يبدل حرصا على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته 0 والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ) 0 ( فتح الباري - 10 / 197 ) 0

قال النووي Sad قال المازري : واختلفوا في رقية أهل الكتاب ، فجوزها أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وكرهها مالك خوفا أن يكون مما بدلوه 0 ومن جوزها قال : الظاهر أنهم لم يبدلوا الرقى ، فإنهم لهم غرض في ذلك بخلاف غيرها مما بدلوه ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 341 ) 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – السؤال التالي : هل تجوز رقية النصراني واليهودي للمسلم ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( إذا لم يكن من أهل الحرابة وكانت من الرقية الشرعية فلا بأس بذلك ) 0 ( فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0

ثم سئل – رحمه الله – هل تجوز رقية أهل الكتاب للمسلم إذا كان يقرأ من التوراة والإنجيل المحرف ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( لا يجوز ذلك ، أما إن كان بالدعاء والقرآن فلا بأس بذلك ) 0( فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز رقية أهل الكتاب للمسلمين ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( قد ذكر العلماء أنه لا يجوز استخدام غير المسلمين في الطب لعدم الأمانة وأطال في ذلك ابن مفلح في ( الآداب الشرعية ) لأن غير المسلمين يضمرون العداء لأهل الإسلام ، ويخاف أن يوقعوا بهم الضرر لأن عداوتهم لا يرجى زوالها ، ومعلوم أن تأثير الرقية يقوى ويضعف بحسب قوة الراقي ، فإن كان الراقي غير تقي لم تفد رقيته ، فإن كلام الله تعالى إنما يستفيد منه أهل الإيمان والتقوى ولهذا كان العلاج بالقرآن يتفاوت بتفاوت صفات الراقي فمتى كان عاصيا أو فاسقا أو مبتدعا لم تفد رقيته لنقص إيمانه ويقينه ، فكيف بما إذا كان يهوديا أو نصرانيا أو مشركا أو خارجا عن الدين ، فقد ورد في الأثر ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) فعلى هذا لا يجوز الذهاب إلى الكفار للعلاج عندهم بالرقية مخافة أن رقيتهم بالشركيات والحروز واستحضار الشياطين أو بكلمات لا يعرف معناها مما يخاف أنه محرم ) 0( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( نقل عن المازري قوله : اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه ، وأجاب عنه بأن ذلك كالطب الذي لا يقبل التبديل 00 أقول : وهو ما عليه الطب اليوم ، فهو عمل إنساني محض لا يتأثر بمبدأ اعتقادي ولا مسلك سياسي ولا يختص بجنس دون جنس ، فموضوع الطب هو جسم الإنسان أيا كان جنسه أو مبدؤه 00 فكذلك الطب المعنوي فإنه إن صح لأهل الكتاب من الرقية شيء وكانت بكتاب الله وبذكره فإنهم لا يستطيعون تبديلها لأنهم إن بدلوها لا تؤدي المطلوب وتبطل رقاهم بالكلية ، ولم يعد أحد يلتفت إليهم 00 ) 0 ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 65 – 66 ) 0

قال الأخ فتحي الجندي – حفظه الله - : ( مما يزكي الخلاف ويجعلنا نميل إلى المنع ، أنه قد يؤدي إلى الكثير من المفاسد ، وهذا معلوم بالضرورة إلى بعض الغموض والاجمال في قوله ( ارقيها بكتاب الله ) 0

وقال أيضا ( استقراء نصوص الشريعة ، وما علل به أهل العلم كراهة رقى أهل الكتاب – بمعنى تحريمها – مع استقراء واقع أهل الكتاب اليوم يقتضي التحريم ، قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ( سورة البقرة – الآية 120 ) 0
وقال تعالى : ( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ) ( سورة الممتحنة - الآية 2 ) 0
، فبغضهم للإسلام والمسلمين ثابت بالنص ، ظاهر للعيان - سيما في هذه الأيام أيام غربة الإسلام - وإيمانهم بالجبت والطاغوت ثابت كذلك بنص القرآن 0
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ ءامَنُوا سَبِيلا ) 0 ( سورة النساء - الآية 51 ) 0

يضاف إلى ذلك أن في الذهاب إليهم تعظيم لأمرهم 0 وفيه تلبيس
على العوام : منهم ومن غيرهم ، في أن الشفاء يأتي على أيديهم ، وأن المسلمين في حاجة إليهم لما يرجى على أيديهم من الخير ، مما يدل – في نظر العوام : على أنهم يدينون بدين حق ، إن لم يكن أفضل من الإسلام فهو على الأقل مثله ! وهذا فيه ما فيه 0
أما قياس هذا على حل طعامهم ونسائهم فشتان ، فهذا قياس مع
الفارق ، سيما مع غلبة الكفر ، وغربة الإسلام في هذا الزمان ، فلا يقاس عليه زمان : ( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ( سورة التوبة - الآية 29 ) 0
باختصار فإباحة هذا الأمر يجر إلى الكثير من المفاسد والمحرمات أولها : تمييع قضية الولاء والبراء ، حيث يقع البعض في حبهم ، بل وربما تفضيلهم على المسلمين ، والتلبيس على العوام ، وتمكين الكفرة من ( التكفير ) الذي يسمونه زورا ( التبشير ) تحت ستار تقديم الخدمات الطبية والإنسانية بزعمهم ) 0 ( النذير العريان - ص 104 - 106 ) 0

قلت : وبعد هذا العرض لهذه المسألة فالراجح بل الصحيح هو المنع درأ للمفاسد المترتبة عن ذلك الأمر ، والذي أراه اغلاق هذا الباب بالكلية والحذر من نشر ذلك أو إقراره في العصر الذي نعيش فيه للأسباب
التالية :-

أ - إن في الكتاب والسنة ، وما تضمناهما من آيات محكمات ، وأدعية مأثورة ، ما يغنينا عن ذلك 0

ب- قد يؤدي ذلك لاعتقاد العامة وأهل القبلة بقيمة ديانة أهل الكتاب ، مع ما اكتنفها من تبديل وتحريف يفوق بكثير التحريف إبان عصر الإمام الشافعي والمروزي رحمهما الله 0

ج- إمكانية أن يكون هذا العمل مدخلا من قبل أهل الكتاب
للدعوة لليهودية والنصرانية ، مستغلين بذلك الجهل العظيم السائد في بلاد المسلمين ، علما بأن كتبهم السماوية المحرفة قد تؤثر بطريقة أو بأخرى في علاج الأمراض الروحية بزعمهم ، بسبب ما تضمنته هذه الكتب من
بقايا لم يجر عليها تبديل أو تحريف حتى عصرنا الحاضر ، ومعلوم اليوم العداء الشديد من قبل النصارى واليهود وتربصهم بالمسلمين ودينهم ، فيجب على المسلم أن يلجأ للكتاب والسنة والآثار الصحيحة الثابتة المأثورة عن الصحابة والتابعين وسلف الأمة ويترك ما سواها 0
ثانيا : الرقية لأهل الكتاب :-

ذكر في الموسوعة الفقهية : ( لا خلاف بين الفقهاء في جواز رقية
المسلم للكافر 0 واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – ووجه الاستدلال أن الحي – الذي نزلوا عليهم فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم – كانوا كفارا ، ولم ينكر النبي  ذلك عليه ) 0 ( الموسوعة الفقهية - 13 / 34 - انظر الشرح الصغير - 4 / 769 ، الجامع لأحكام القرآن - 10 / 317 ، عمدة القاري – 4 / 769 ) 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز السؤال التالي : هل تجوز رقية المسلم للكافر ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( إذا كان مستأمنا ، ولم يكن من أهل الحرابة فلا بأس بذلك ) 0( فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز الرقية لأهل الكتاب ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( قد ذكر الله تعالى أن القرآن شفاء للمؤمنين خاصة ، فقال عز وجل : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء – جزء من الآية 82 ) ، وقال تعالى : (000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِى ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى 000 ) ( سورة فصلت – الآية 44 ) 0
وهذه أدلة جلية تفيد أن غير المؤمنين لا يتأثرون بالقرآن ولا يكون لهم شفاء ولا يزيدهم إلا خسارا ، ولا شك أن أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى غير مؤمنين بالرسول  ولا بالقرآن فظاهر القرآن أن الرقية لا تفيدهم ، فعلى هذا لا يجوز للمسلم علاج غير المسلمين بالرقية ونحوها لعدم الفائدة ) 0 ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

قلت : والراجح بل الصحيح في هذه المسألة جواز رقية المسلمين لأهل الكتاب خاصة أو الكفار عامة ، وقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ينطبق على حال أهل الكتاب المعادين لدين الله ورسوله ، وهؤلاء القوم لن يطلبوا الرقية بسبب طبيعة جبلتهم وتنشئتهم التربوية والدينية ولعدم إيمانهم وتصديقهم بها ، ليس ذلك فحسب إنما بسبب العداء الذي يكنونه لله ورسوله وسائر المسلمين ، أما اولئك المسالمين المغرر بهم والذين لا يعلمون أي شيء عن هذا الدين وأهله وتعاليمه فأصابهم ما أصابهم من الابتلاء والمحن ، وسمعوا بأخلاقيات المسلمين وما عندهم من علاج لتلك الأمراض ، فلجأوا اليهم ، وطلبوا الرقية منهم 0
واعتقادي أن رد هؤلاء عن غايتهم وصدهم عنها سوف يؤدي لمفسدة عظيمة والذي أراه من خلال تجربتي العملية في هذا المجال أن الرقية الشرعية لأهل الكتاب والكفار عامة فرصة مواتية لدعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وإظهار هذا الدين العظيم بتعاليمه ومعتقداته وأخلاقه السامية ، وكذلك عرض الآيات التي تبين حقيقة ديانتهم وأن عيسى – عليه السلام – هو رسول كسائر الرسل وهو نبي الله ورسوله وايضاح كافة المعتقدات المنحرفة المتعلقة بهم وبغيرهم من الكفار ونحو ذلك من أمور أخرى ، ولا يخفى أن الفائدة المتحصلة من رقية أهل الكتاب فائدة عظيمة للأسباب التالية :-

1- قد أشرت من خلال هذا الكتاب أن الرقية الشرعية دعوة إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون علاج واستشفاء ، فواجب المعالج أن يتخذ من هذا المنبر وسيلة للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولا يوجد فرق في هذا الجانب بين المسلم والكافر 0

2- إن المبتلى بنوع من الأمراض التي تصيب النفس البشرية كالصرع والسحر والحسد ونحوه ، يتأثر تأثرا مباشرا وفعالا مع من حوله ، خاصة في مثل تلك الظروف الصعبة التي يعيشها 0

3- تأثر البعض من أهل الكتاب عند سماعه لكلام الله عز وجل ، وقد يعلن إسلامه نتيجة لذلك وقد حصل مثل ذلك الأمر مع بعض الحالات 0

4- معاشرة المسلمين ومعرفة عقيدتهم وفكرهم والتأثر بهذا المعتقد والفكر ، خاصة إيراد بعض الآيات التي تنطق بالتوحيد وتتحدث عن عيسى ومريم عليهما السلام 0

5- قد يمن الله سبحانه وتعالى على بعض الحالات من أهل الكتاب بالإسلام ، فتكون تلك وسيلة عظيمة فعالة في التأثير على الآخرين ممن يحملون نفس المعتقد والمنهج والفكر 0

ثالثا : الرقية بالأحرف المقطعة :-

قال الحافظ بن حجر في الفتح Sad سئل ابن عبد السلام عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يعرف لئلا يكون فيها كفر ) 0( فتح الباري – 10 / 197 ) 0

قلت : ولا يجوز مطلقا كتابة التمائم بالأحرف المقطعة للأسباب
التالية :-

1- إن الراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم عدم جواز تعليق التمائم عامة ، وإن كانت مكتوبة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف إن تعدى ذلك بكتابة الآيات والأحاديث مقطعة وهذا ما لم يرد به النص أو الدليل وهو أقرب إلى فعل السحرة والمشعوذين ، وإجمالا فإنه لا يجوز تعليق التمائم على اختلاف أنواعها لأسباب عديدة سوف أذكرها مفصلة عند الحديث عن أحكام تعليق التمائم 0

2- لم يرد ذلك الفعل عن رسول الله  أو صحابته أو التابعين أو سلف هذه الأمة 0

3- إن كتابة القرآن بالأحرف المقطعة هو أسلوب يتبعه السحرة والمشعوذون في أعمالهم الخبيثة والمشينة ، حيث يتلاعبون بكتاب الله بما تمليه عليهم الشياطين من تعليمات وإرشادات وذلك بما يتماشى مع نزواتهم وأهوائهم وشهواتهم 0

رابعا : رقية المرأة للنساء :-

يتساءل البعض عن مشروعية رقية المرأة للنساء وتخصصهن في هذا الأمر ، ولكي نقف على حقيقة ذلك فلا بد من دراسة المسألة دراسة شرعية علمية مستفيضة لكي نقف على الحق فنتبعه 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم تخصص المرأة المسلمة في الرقية الشرعية ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الرقية الشرعية هي العلاج بكتاب الله تعالى وبالأدعية المأثورة في السنة الصحيحة ، فمن حفظها وعرف تلك النصوص التي تستعمل في الرقية فله استعمالها ، ولا فرق بين الرجل والمرأة وقد كانت عائشة – رضي الله عنها – ترقي نبي الله  لما مرض وتنفث بيده رجاء بركتها ، ولا شك أن الكثير من النساء المؤمنات قد يحفظن القرآن والكثير من الأوراد وهي من الصالحات القانتات الحافظات للغيب ، فلهن عمل الرقية للنساء حتى لا تحتاج المرأة إلى الذهاب للرجال لأجل الرقية وكذا تلاقي المرأة محارمها ونساءها وذلك موجود فيهن بكثرة والله أعلم ) 0 ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

ولي وقفات تأمل قبل أن أخلص لنتيجة بحث هذه المسألة :-
1- إن طريق الرقية الشرعية شائك يحمل في طياته كثيرا من المخاطر والعقبات والمحاذير التي لا تستطيع المرأة بأي حال من الأحوال تحملها والصبر على أذاها ، فقد تتعرض للإيذاء في نفسها وأهلها ومالها وقد لا تطيق ذلك ويؤدي إلى كفرانها بنعم ربها 0

2- ضعف المرأة أمام مغريات الحياة الكثيرة ومنها : المدح والعجب وحب الظهور والسمعة وحب المال ونحو ذلك من أمور كثيرة ، وهذا قد يؤدي إلى فسادها وبعدها عن منهج الكتاب والسنة 0

3- قد يؤدي بالمرأة إلى إهمال الاعتناء ببيتها وزوجها وأولادها ، وهذا قد يؤدي إلى محاذير شرعية كثيرة ، خاصة إذا علمنا من استقراء النصوص القرآنية والحديثية أن زوجها هو جنتها أو نارها 0

4- تعرض المرأة للفتنة العظيمة خاصة ما يتعلق بالمحاذير الشرعية التي تكتنف هذا الأمر ، وأخطر تلك المحاذير هو تعرض المرأة لبعض الحوارات مع الجن والشياطين ، وهذا الأمر لا يجوز مطلقا من الناحية الشرعية ، فالجن مكلفون وينطبق في حقهم ما ينطبق على الإنس من الأحكام الشرعية ، والمرأة عورة وصوتها عورة ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال
أن تعرض نفسها لمثل تلك الفتنة ومعلوم ضعفها وقلة حيلتها 0 والذي نعرفه ونعلمه من علماء الأمة أنه لا يجوز للمرأة أن تلقي الدروس والمحاضرات أمام الرجال أو على مسامعهم ، بعكس العلماء والدعاة الذين يقومون بإلقاء تلك الدروس على مسامع النساء دون أن يكون أدنى حرج في ذلك 0

5- سهولة انسياق المرأة وراء الجن والشياطين ووقوعها في الكفر أو الشرك أو المحاذير الشرعية ، وهذه جبلة المرأة فالضعف هو الصفة الملازمة لها ولن تستطيع بأي حال أن تقف وتواجه الشيطان وتنتصر عليه 0

6- ضعف المرأة وتعرضها لما تتعرض له النساء من أحكام الحيض والنفاس ، وهذا يجعلها عرضة لتسلط الشيطان وإيذائه ، وقد يقود ذلك لتعرضها لإيذاء شديد تكون له عواقب وخيمة لا تستطيع الصبر عليها أو تحملها ، ولا يخفى علينا الحديث الثابت عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لب منكن ، أما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل ، وأما نقصان الدين ، فإن إحداكن تفطر رمضان ، وتقيم أياما لا تصلي ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 66 ، 67- متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه - كتـاب الحيض ( 6 ) - برقـم ( 304 ) - وكتـاب الزكاة ( 44 ) - برقـم ( 1462 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان ( 132 ) - برقم ( 79 ) ، وأبو داوود في سننـه – كتـاب السنـة ( 16 ) - برقم ( 4679 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الإيمان ( 6 ) - بنحوه - برقم ( 2758 ) ، والنسائي في " السنن الكبـرى " - 5 / 401 - كتـاب عشــرة النسـاء ( 114 ) - برقم ( 9271 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب الفتن ( 19 ) - واللفظ بنحوه - برقـم ( 4003 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح = = الجامع 5624 ، صحيح أبي داوود 3913 ، صحيح الترمذي 2107 ، صحيح ابن ماجة 3234 ) 0

قال المباركفوري Sad قوله :" خطب الناس " وفي حديث أبي سعيد عند الشيخين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمر على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن الخ " ثم قال يا معشر النساء " أي جماعتهن والخطاب عام غلبت لا الحاضرات على الغيب قال أهل اللغة : المعشر هم الجماعة الذين أمرهم واحد ، أي مشتركون ، وهو اسم يتناولهم كالإنس معشر والجن معشر والأنبياء معشر والنساء معشر ونحو ذلك وجمعه معاشر" تصدقن " أمر لهن أي أعطين الصدقة " ولم ذاك " فقالت : كيف يكون ذاك ولأي شيء نكون أكثر أهل النار " لكثرة لعنكن " اللعن هو الدعاء بالابعاد من رحمة الله تعالى " يعني وكفركن العشير " هذا قول بعض الرواة ، وفي حديث أبي سعيد "تكثرن اللعن وتكفرن العشير" 0 قال النووي : العشير بفتح العين وكسر الشين وهو في الأصل المعاشر مطلقا والمراد الزوج انتهى 0 وكفران العشير جحد نعمته وإنكارها أو سترها بترك شكرها ، واستعمال الكفران في النعمة والكفر في الدين أكثر " من ناقصات عقل ودين " أي ما رأيت أحدا من ناقصات " أغلب لذوي الألباب " أي لذوي العقول والألباب جمع اللب ، وهو العقل الخالص من شوب الهوى ، وفيه مبالغة لأنه إذا كان ذو اللب والرأي مغلوبا فغيره أولى " منكن " متعلق بأغلب " وما نقصان عقلها ودينها " كأنه خفي عليها ذلك حتى سألت عنه " قال شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل " وفي حديث أبي سعيد : اليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قال الحافظ : أشار بقوله مثل نصف شهادة الرجل إلى قوله تعالى : ( فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ) ( سورة البقرة – الآية 282 ) 0
لأن الاستظهار بأخرى مؤذن بقلة ضبطها وهو مشعر بنقص عقلها " ونقصان دينكن الحيضة " بفتح الحاء " فتمكث إحداكن الثلاث والأربع " أي ثلاث ليال مع أيامها وأربع ليال مع أيامها " لا تصلي " ولا تصوم وفي حديث أبي سعيد أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال : فذلك من نقصان دينها 0 قال النووي : وأما وصفه صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض فقد يستشكل معناه وليس بمشكل بل هو ظاهر ، فإن الدين والإيمان والإسلام مشتركة في معنى واحد كما قدمنا في مواضع 0 وقد قدمنا أيضا في مواضع أن الطاعات تسمى إيمانا ودينا 0 وإذا اثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه ، ومن نقصت عبادته نقص دينه انتهى ) 0( تحفة الأحوذي - 7 / 300 - 301 ) 0

وبعد هذه العجالة فالأولى عدم تعرض المرأة لمثل هذا الموقف بسبب الاعتبارات التي كنت قد ذكرتها آنفا ، وتنصح بعدم رقية النساء إلا في حالات الضرورة التي يحتم فيها الواجب الشرعي التدخل وإعانة المظلوم ، وتكتفي بفعل ذلك مع أهل بيتها ومحارمها دون التوسع والتفصيل ،
وأتوجه بالنصح لكل من تفكر بهذا الأمر لأن تتوجه باستشارة أهل العلم والعلماء لتوجيهها الوجهة الصحيحة وفق ما تمليه المصلحة الشرعية ، دون أن تقدم على هذا الأمر بشكل اجتهادي ، والله تعالى أعلم 0

قصة واقعية :-

وهذه القصة لامرأة طيبة صالحة أحسبها كذلك والله حسيبها ، قررت الدخول في هذا الأمر الشائك الصعب ، وبدأت تمارس الرقية مع بنات جنسها ، إلى أن جاء اليوم الذي دفعت فيه ثمن ذلك غاليا ، وكان الأولى لها أن تستشير أهل العلم والعلماء ليرشدوها إلى ما فيه خيرها ، وبدأت رحلة العلاج ، ولم يقتصر الإيذاء عليها فحسب بل تعدى ذلك إلى زوجها وأولادها ، وبقيت فترة طويلة تحت معاناة ذلك الأمر وتبعاته ، ولا أدري بعد ذلك ما آلت اليه حالتها ، والله تعالى أعلم 0
خامسا : رقية المرأة للرجل الأجنبي :-

هل يجوز للمرأة رقية الرجل الأجنبي ؟

ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح Sad أو كانت المرأة تصنع ذلك بمن يكون زوجا لها أو محرما 0 وأما حكم المسألة فتجوز مداواة الأجانب عند الضرورة وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك ) 0( فتح الباري - 10 / 136 ) 0

وقياسا على ما ذكره الحافظ في الفتح فيما يتعلق بهذه المسألة ، وبناء على دراسة النقطة السابقة التي تتعلق برقية المرأة للنساء قلت وبالله التوفيق :-

1)- يجوز للمرأة رقية زوجها أو أبنائها أو أحد محارمها ، كما ثبت ذلك من فعل عائشة - رضي الله عنها - ورقيتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته 0

2)- الأولى عدم تخصص المرأة في رقية النساء ، كما تم الإشارة لذلك في النقطة السابقة ، وبناء على ذلك والذي أراه في هذه المسألة أنه لا يجوز للمرأة رقية وعلاج الرجال الأجانب إلا للضرورة القصوى كما أشار لذلك المفهوم العلامة ابن حجر – رحمه الله - ، وفي حالة تعذر وجود أحد من الرجال ليقوم بذلك فتقوم بهذا الأمر تبعا للضرورة وفق القاعدة
الفقهية الأصولية ( الضرورات تبيح المحظورات ) ، خاصة أن بعض الحالات التي تعاني من تلك الأمراض كالصرع والسحر وغيره ، قد تحتاج للتدخل الفوري في مثل تلك الظروف بسبب تعرضها لمرحلة الخطر ، وعدم تدارك ذلك قد يؤدي في بعض الأحيان لوفاة المريض ، ورقية المرأة للرجل الأجنبي لا بد أن تكون مشروطة بعدم وجود رجل ليقوم بتلك المهمة ، وفي هذه الحالة يكون القيام بهذا الأمر واجب شرعي عليها ، وفقا للقاعدة المشار اليها آنفا 0 والله تعالى أعلم 0

3)- إن الضرورة تقدر بقدرها ، فتحرص المرأة على أن تنضبط بالضوابط الشرعية ، بخصوص هذه القاعدة فيما يتعلق بالنظر والجس باليد وغير ذلك مما قد تحتاج إليه 0

وقد تم الإشارة آنفا لبيان ضعف المرأة وتعرضها لما تتعرض له النساء من أحكام الحيض والنفاس ، وهذا يجعلها عرضة لتسلط الشيطان ومكره وإيذائه 0

سادسا : القراءة على مجموعة من النساء ، واعتبار ذلك من الخلوة المحرمة :-

القراءة على مجموعة من النساء لا تعتبر من الخلوة المحرمة ، بل لا يرى كذلك بأس بالقراءة على امرأتان فأكثر ، وهذا ما ذهب إليه أهل العلم بخصوص هذه مسألة ، والأولى أن يقوم المعالج برقية المرأة مع وجود محرم
لها سدا للذريعة التي قد تفضي للمحذور 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - تعالى عن ذلك فأجاب :-

( لا يعد خلوة وجود نساء مع رجل واحد للقراءة عليهن جميعا حيث أن الخلوة المحظورة كون المرأة وحدها مع رجل أجنبي لقوله صلى الله عليه وسلم ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 1 / 18 ، 26 – 3 / 339 ، 446 ، والترمذي في سننه – كتاب الرضاع ( 16 ) – برقم ( 1187 ) وكتاب الفتن ( 7 ) - برقم ( 2268 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمـذي 934 ، 1758 ) 0
ففي حال وجود مجموعة من النساء اثنتين فأكثر مع رجل من القراء الموثوقين من أهل الدين
والإيمان والخير والصلاح والاستقامة لمعالجة صرع أو صرف أو عين أو مرض نفساني لا يكون ذلك محظورا لكن يقتصر القارئ على الرقية وراء الستر ولا يمس شيئا من بدن المرأة الأجنبية بدون حائل وحيث أن الأولياء حاضرون فيفضل حضور من يخاف على موليته من الإغماء ونحوه ليتولى مباشرة جسمها وتغطية بدنها ، والله أعلم ) 0( الفتاوى الذهبية – ص 26 – 27 ) 0


سابعا : حكم الرقية على النفساء والحائض :-

بالنسبة للمعالج فلا بد له من توفر الطهارة من الحدث الأكبر ، ولا يجوز له أن يقرأ حرفا واحدا من القرآن وهو على جنابة ، أما بالنسبة للمريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا ، ولكنه ولدواعي الضرورة فلا يرى بأسا برقية الحائض والنفساء بسبب الإيذاء والضرر الشديد الذي قد ينالها نتيجة ذلك المرض ، وهذا ما ذهب إليه أهل العلم بخصوص هذه المسألة 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - Sad وأما قراءة الجنب والحائض للقرآن فللعلماء فيه ثلاثة أقوال :
* قيل : يجوز لهذا ولهذا 0 وهو مذهب أبي حنيفة والمشهور من مذهب الشافعي وأحمد 0
* وقيل : لا يجوز للجنب ، ويجوز للحائض 0 إما مطلقاً ، أو إذا خافت النسيان 0 وهو مذهب مالك 0 وقول في مذهب أحمد وغيره 0 فإن قراءة الحائض القرآن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير الحديث المروي عن اسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر " لا تقرأ الحائض ولا الجنب من القرآن شيئاً " ( أخرجه الترمذي في سننه ـ باب ما جاء في الحيض والنفاس ( 98) ـ برقم (131) ، وإبن ماجة في سننه ـ باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة (105) ـ برقم ( 595 ) ، وقال الألباني حديث منكر ، انظر ضعيف الجامع 6364، ضعيف الترمذي 18، ضعيف إبن ماجة 150 ـ المشكاة ـ برقم 461 ـ الإرواء 192 ، وقد ذكره الغماري في " الجامع المصنف مما في الميزان من حديث الراوي المضعف " ـ 1/298 والقيسراني في " تذكرة الحفاظ " برقم ( 6125 ) ، والغساني في " تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدار قطني " ـ 1/85 و 458 ) . رواه أبو داود وغيره 0 وهو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث 0
واسماعيل بن عياش ما يرويه عن الحجازيين أحاديث ضعيفة ؛ بخلاف روايته عن الشاميين ، ولم يرو هذا عن نافع أحد من الثقات ، ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن 0 كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء بل أمر الحيّض أن يخرجن يوم العيد ، فيكبرون بتكبير المسلمين 0 وأمر الحائض أن تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت : تلبي وهي حائض ، وكذلك بمزدلفة ومنى ، وغير ذلك من المشاعر 0
فعلم أن الحائض يرخص لها فيما لا يرخص للجنب فيه ؛ لأجل العذر 0 وإن كانت عدتها أغلظ ، فكذلك قراءة القرآن لم ينهها الشارع عن ذلك ) 0( مجموع الفتاوى - 21 / 459 - 460 ) 0

قلت : يتبين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -– رحمه الله - جواز قراءة القرآن للحائض دون الجنب ، وهو الراجح من أقوال أهل العلم ، فإن كان يجوز لها قراءة القرآن دون مس المصحف ، فمن باب أولى أن ترقى بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، خاصة إذا دعت الحاجة لذلك وابتليت بمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع أو سحر أو عين ، والله تعالى أعلم 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - عن جواز رقية المريض والجنب والحائض فأجاب :-

( يشترط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث الأكبر ، الذي يوجب الغسل ، كالجنابة والحيض ، وأما المريض فالأكمل أن يكون طاهرا أيضا ، لكن إذا مرضت الحائض وتضررت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة ، سواء كان المرض بالمس أو السحر أو العين ) 0 ( الفتاوى الذهبية - ص 34 - أنظر الكنز الثمين - 1 / 195 ) 0

* وهل يجوز أن ترقي المرأة الحائض غيرها من النساء ؟

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين : ( لا بأس برقية المرأة الحائض أو المريضة وكذا النفساء ، وسواء كانت راقية أم مرقية ، أي فيجوز عند الحاجة أن الحائض ترقي غيرها وتقرأ على المريض الآيات المأثورة والأدعية الصحيحة ، وذلك أنه يجوز لها قراءة الآيات التي فيها دعاء وذكر حيث لم تمنع إلا من تلاوة القرآن ، فأما الأوراد والأدعية فلها التقرب بها ولو كانت من القرآن والحديث ، ومتى جاز للحائض أن ترقي غيرها جاز أن يرقيها الراقي ويقرأ عليها من الآيات المأثور استعمالها ، ولا يمنع التأثير كونها في الحال حائضا أو نفساء ) 0
( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0
ثامنا : حكم رقية المرأة المعتدة لوفاة زوجها :-

يسأل كثير من النساء عن حكم أو جواز طلب المرأة المعتدة المتوفى عنها زوجها للرقية الشرعية ، وهل يجوز لها الخروج من بيتها لطلب ذلك
الأمر 0

إن الراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم فيما يتعلق بمسألة اعتداد المتوفى عنها زوجها هو البقاء في بيتها إن أمنت ذلك حتى انتهاء عدتها ، ومدة هذه العدة أربعة أشهر وعشر أيام ، بحيث تتجنب خلال هذه الفترة الكحل والطيب والخضاب والثياب المصبوغة والمعصفرة والممشقة ولبس الحلي والخروج من بيتها إلا لحاجة أو ضرورة 0

وقد اجاز أهل العلم خروج المرأة لقضاء حاجتها وتطببها وما دعت إليه الضرورة 0

* قال الشيخ عبدالرحمن العاصمي النجدي Sad ولها - أي للمتوفى عنها زمن العدة - الخروج لحاجتها نهارا - لنحو بيع وشراء ، ونحوهما ، ولو كان لها من يقوم بمصالحها ، ولا تخرج لحوائج غيرها ، ولا لعيادة وزيارة ونحوهما ) . ( حاشية الروض المربع – 7 / 86 ) 0

* قال ابن مفلح Sad ولها الخروج نهارا لحوائجها ، قال الحلواتي : مع وجود من يقضيها ، وقيل مطلقا ، وفي الوسيلة نص عليه ) 0( كتاب الفروع - 5 / 555 ) 0

* قال ابن قدامة Sad وللمعتدة الخروج في حوائجها نهارا ، سواء كانت مطلقة أو متوفى عنها ، وليس لها المبيت في غير بيتها ، ولا الخروج ليلا ، إلا لضرورة ، لأن الليل مظنة الفساد بخلاف النهار ، فإنه مظنة قضاء الحوائج والمعاش ، وشراء ما يحتاج إليه ) 0 ( المغني - 11 / 297 - 298 ) 0

* سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز خروج المعتدة من بيتها لطلب الرقية والعلاج إذا اضطرت لذلك ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( الحادة على زوجها تلزم بيتها مدة الإحداد ، ولكنها تخرج للضرورة مع التستر والاحتشام وعدم التطيب أو التجمل ، ومن ذلك خروجها للعلاج عند طبيب مع محرم أو في المستشفيات ، وهكذا خروجها مع محرمها إلى الراقي المأمون إن اضطرت إلى ذلك ولم تجد امرأة راقية ، ولن تقدر على رقية نفسها فتخرج بقدر الحاجة ) 0( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

وأخلص بعد هذا العرض الموجز لأقوال أهل العلم للنقاط الهامة التالية :-
1)- إن الأساس في مسائل الرقية توجه العبد إلى الله سبحانه وتعالى بيقين وإخلاص والبدء برقية نفسه وأهل بيته بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وهكذا يجب أن يكون حال المرأة المعتدة لوفاة زوجها فتلجأ إلى الله وترقي نفسها قدر طاقتها واستطاعتها 0

2)- وإن تعذر عليها ذلك فبالإمكان رقيتها بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة من قبل محارمها ممن يعيش معها في نفس المنزل والمكان 0

3)- وإن تعذر ذلك فبالإمكان إحضار من يوثق في علمه ودينه لرقيتها بالرقية الشرعية الثابتة مع وجود محارمها دون الخلوة مطلقا 0

4)- وإن تعذر مثل ذلك الأمر ، فبإمكانها الذهاب لرقية نفسها عند من يوثق في علمه ودينه مع محارمها أو مع وجود مرافق لها من النساء ، ويفضل أن يكون ذلك نهارا ، لأن الليل مظنة الفساد بخلاف النهار ، فإنه مظنة قضاء الحوائج والمعاش 0

وبعد هذه العجالة يتضح جواز طلب الرقية الشرعية للمعتدة المتوفى عنها زوجها ، حيث يعتبر ذلك من الضرورة مثله مثل التطبب وقضاء الحاجة ونحوه ، مع مراعاة بعض النقاط التي ذكرت آنفا ، والله تعالى أعلم 0

مسألة : هل يجوز لامرأة مات عنها زوجها أن تعتد في بيت أهلها بسبب معاناتها من مشاكل كثيرة في بيتها سواء كانت تلك المشاكل ناتجة عن إيذاء الأرواح الخبيثة أو أنها تعاني من تعب شديد في هذا المنزل من جراء السحر ومؤثراته ؟

قد أوضحت في النقطة السابقة أنه يجوز خروج المرأة المعتدة من بيت زوجها للضرورة ، وتعرض المرأة لمثل هذا النوع من الإيذاء يعتبر من الضرورة خاصة أن كثيراً من النسوة لا يستطعن ولا بأي حال من الأحوال تحمل تبعات هذا الإيذاء من قبل الجن والشياطين والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في هذه المسألة فأجاب - حفظه الله - : ( يعتبر هذا من الضرورة وبالتالي يجوز لها ذلك والله تعالى أعلم ) 0 ( فتوى شفهية بتاريخ 27 جمادى الثانية سنة 1420 هـ ) 0


تاسعا : حكم الرقى قبل الداء أو بعده :-

اختلف أهل العلم في هذه المسألة فمنهم من كره الرقى قبل وقوع البلاء وأجازها بعده ، والبعض الآخر أجاز الرقى قبل وبعد البلاء 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح Sad وقال قوم : المنهي عنه من الرقى ما يكون قبل وقوع البلاء ، والمأذون فيه ما كان بعد وقوعه 0 ذكره ابن عبدالبر والبيهقي وغيرهما ، وفيه نظر ) 0 ( فتح الباري – 10 / 196 ) 0

قال الأخ فتحي الجندي Sad الصحيح من كلام أهل العلم أن الرقية مشروعة قبل البلاء وبعده وإن كان البعض يسمي الرقية قبل البلاء بالعوذة كما قال ابن حجر : " لكن يحتمل أن الرقية أخص من التعوذ 00 الخ " والأحاديث الصحيحة تحسم هذا الخلاف وساق بعض الأحاديث الصحيحة المؤيدة لذلك ) 0 ( النذير العريان - ص 191 ) 0

قلت : والصحيح في هذه المسألة أن الرقى تجوز قبل وقوع البلاء وبعده لعموم الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك ، فقد كان رسول صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ، وكان يفعل ذلك مع نفسه قبل النوم فكان ينفث
في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده ، وكان يعلم الصحابة بعض الرقى الخاصة بنزول المنزل
أو المكان ونحو ذلك مما ثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - ، فكافة
الأدلة قاطعة بأن الرقى تجوز قبل وبعد وقوع الداء والله تعالى أعلم 0

عاشرا : حكم الاستهزاء بالرقية الشرعية وأهلها :-

لاحظنا في الآونة الأخيرة تهجم البعض على الرقية الشرعية وأهلها ، وبدأت هذه الفئة تكيل التهم وتستهزئ بالقيم والمبادئ الإسلامية من خلال إظهار الرقية بمظهر قاتم عبر اللقاءات الصحفية مع بعض الأطباء النفسيين أو بعض الصحفيين والكتاب أو بعض الحاقدين المحسوبين على الغرب وأفكاره ومعتقداته ، وذلك على صفحات المجلات والجرائد ، أو عبر الإذاعة والتلفاز ونحوه ، وأعرض هنا نموذجا بثته جريدة تقول فيه :-

( حوارات مزعومة مع الجن 00 وشياطين تتحدث 00000 ظاهرة تجد انتشارا هذه الأيام 0 مرضى بأمراض مختلفة ، يذهبون للمعالجين بحثا عن حل لمشكلاتهم الصحية والنفسية ، فيستنطق المعالجون حوارات على ألسنتهم ، يزعمون أن الجن هو الذي يتلفظ بها !
على ألسنة هؤلاء المرضى تسمع صراخا وسبابا وأمورا خادشة للحياء ! 00مخالفات شرعية تحدث في علاج النساء0 يتخبطن من الرعب والخوف ، فيتساقطن ويتكشفن ! ) 0

ولا بد من إدراك خطورة ذلك ونشره أو المساعدة عليه أو إظهاره بمظهر يخالف الأصل فيه ، وتحت هذا العنوان لا بد من إيضاح الأمور الهامة التالية :-
1)- إن الاستهزاء بالرقية الشرعية وبأهلها بجهل أو بقصد الإساءة للدين يعتبر تعديا صارخا على المعتقد والمنهج الإسلامي، ويوقع صاحبه في الكفر ، والخروج من الإسلام والملة بالكلية كما ثبت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن الاستهزاء بالشريعة وأحكامها فأجابت :-

( الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه 00 وبعد
ج : من يستهزئ بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكه بالشريعة الإسلامية فهو كافر سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجابا شرعيا أم في غيره 0 لما رواه عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : ( قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل : كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبدالله بن عمر : وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله  يقول : ( 00 أَبِاللَّهِ وَءايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) ( سورة التوبة - الآية 65 - 66 ) 0
، فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله 0
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) 0( فتاوى اللجنة الدائمة - 2 / 14 - 15 ) 0


قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - في حديثه عن النواقض العشرة للإسلام :-

( فأعلم أيها المسلم أن الله سبحانه ، أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام ، والتمسك به والحذر مما يخالفه ، وبعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك ، وأخبر عز وجل أن من اتبعه فقد اهتدى ، ومن أعرض عنه فقد ضل ، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة ، وسائر أنواع الشرك والكفر ، وذكر العلماء - رحمهم الله - في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض ، التي تحل دمه وماله ويكون بها خارجا من الإسلام ، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم - رحمهم الله جميعا - وذكر تلك النواقض العشرة وقال :
سادسا : من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر والدليل قوله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَءايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) 0( سورة التوبة – جزء من الآية 65 - 66 ) 0 ( فتاوى المرأة المسلمة – باختصار - 1 / 135 - 136 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاستهزاء بالرقية الشرعية ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( الاستهزاء بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة حرام وقد يصل إلى الكفر إذ اعتقد أنها باطلة وخرافة وضياع ، حيث أنه استهزأ بآيات الله وكلامه ، وقد كفر الله من استهزأ بذلك في
قوله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَءايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) ( سورة التوبة - جزء من الآية 65 - 66 ) 0
فدل على أنهم كانوا مؤمنين من قبل فكفرهم بهذا الاستهزاء الذي منه السخرية بآياته فيدخل في آياته كلامه ، ومنه آيات الرقية وإفادتها في العلاج ، وقد يقع مع الأسف من الكثير التكذيب بنفع الرقية والتهكم بأهلها ولو كانوا من الناصحين واعتقاد أنهم أكالون للسحت وأن الرقية لا فائدة فيها ويكذبون بما هو مشاهد من إبطال أهل الرقية لعمل السحرة وإخراجهم للقرين من المصروع مع أن ذلك أمر مشاهد محسوس فيخاف على هؤلاء أن يبتليهم الله بداء ليس له علاج إلا الرقية الشرعية مع أنها لا تفيد إلا من وثق بصحتها وفائدتها ) 0 ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

2)- لا بد من إدراك خطورة نشر المعتقدات الكفرية أو الشركية ، وما يكتنف جانب الرقية الشرعية من أراجيف وتثبيط للهمم أو المساعدة على ذلك ، باعتباره مساعدة على نشر الكفر والإلحاد ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه حيث يقول : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) 0 ( سورة المائدة - الآية 2 ) 0

3)- إن انتقاد بعض الأمور المتعلقة بالأسلوب أو الوسائل الخاطئة المتبعة في الرقية الشرعية والتي تخالف بتفصيلاتها وجزئياتها منهج الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم ، أو تتعارض مع إجراءات السلامة الطبية – هو واجب شرعي يحتمه الدين والشرع ، ولا بد للمسلم من تقديم النصح والإرشاد لإخوانه المسلمين باتباع الأسلوب الدعوي الأمثل ، متوخيا في ذلك اللين والحكمة والموعظة الحسنة ، فيما يراه من انحرافات أو تجاوزات عن الحدود والأحكام الشرعية 0

4)- إن تهجم البعض على الرقية الشرعية وأهلها جاء نتيجة لجهل بعض المعالجين في إتباع الوسائل والأساليب الصحيحة للرقية ، وانتهاج منهج مادي بحت في تعاملهم مع المرضى ، إضافة إلى الجهل بهذا العلم وقواعده وأصوله ، فأصبحت النظرة نتيجة لكل تلك العوامل نظرة قاتمة يكتنفها الازدراء والشك والريبة ، وكون أن تقع بعض الأخطاء والزلات في الطريقة والاستخدام ، لا يعني أو يجيز التهجم السافر وبهذا الكم والكيف على الرقية وأهلها ما دام الخطأ لا يتعلق بالأسس والقواعد التأصيلية التقعيدية الثابتة الخاصة بالرقية الشرعية ، وقد تم الإشارة في هذه السلسلة ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( اقتراحات لضبط الأسس والقواعد الخاصة بالرقية الشرعية ) إلى بعض الاقتراحات لتقنين الأمر ، وانتقاء من هم أهل للرقية الشرعية وتصدرهم لها ، لكي لا تصبح الرقية مطية كل سائبة ونطيحة ومتردية وأكيلة سبع 0

5)- إن البعض ممن تهجم على الرقية الشرعية وأهلها جاهل بالعلم الشرعي لا يفرق بين حلال وحرام ، وقد نصب نفسه للقول في أمور اعتقاديه ، أجمع أهل العلم على حدوثها وهي قضية بينها الشرع وحددها بكل أبعادها وجوانبها ، وليس لأحد من الناس أن يدلي بدلوه وبرأيه في تلك الأمور الإعتقادية 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nda2eleslam.yoo7.com
 
احكام الرقية الشـــــــــــــرعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ايات الرقية الشرعية
» بعض أيات الرقية الشاملة (حسد.سحر.مس.عقم
» الأدعية الشاملة.....الرقية الشرعية الكاملة
» الرقية الشرعية كاملة mp3 و بجودة عالية
» الرقية الشرقية / الشيخ سالم اليامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية  :: منتدي ا لشيخ السنوسي للرقية الشرعية-
انتقل الى: