منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
بسم لله والصلاة والسلام علي الحبيب المعصوم نحن نكون سعداء بك بين اخوتك في وفي حب الحبيب وال البيت الطيبين اسرة طيبة تتمنا رضاء الله عليها وتكون من اهل الجنة
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمة مدير المنتدي(((سفير النوايا الحسنة))): منتديات بلال السنوسي الإسلامية  ترحب بــــــــكم  وتتمني لكم ان تستفيدوا من الكم الهائل من الاحاديث الشريفة والمعلومات الاسلامية والسيرة الذاتية للصحابة وألـ بيت رسول الله (ص). ورحانيات اهل البيت الطيبين  (واخيراا وحصرياا تحت سماء منتديات بلال السنوسي ألأسلامية)ابتهالات دينية وتواشيح لكبارالشيوخ المصرية والعربية وغيرهم من بلدان العالم (مع تحيات سـفـير الــنوايـا الـحسـنة (ونـتـظرونا انشاء اللــه لنقدم لكـم كل ماهو قـديـم وجـديـد ونـادر) (وحصري ومميز ) وفــقــنا (اللـــــه) ســبـحا نــــة وتــعالــي (جــميعا الي خــدمــة كــتـــابة) الكــــــريـــــم

 

 مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفيرالنواياالحسنة
صاحب الموقع والمديرالعام المسئول
سفيرالنواياالحسنة


هذا العضو حاصل على وسام : مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير  Ebda3
ذكر
عدد المساهمات : 3321
نقاط : 10324
حبيب الرسول كبير : 0
تاريخ التسجيل : 30/03/2010

مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير  Empty
مُساهمةموضوع: مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير    مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 20, 2010 7:04 pm

أول سفراء الإسلام

هذا رجل من أصحاب محمد ،ما أجمل أن نبدأ به الحديث.

غُرَّة فتيان قريش، و أوفاهم بهاء ،و جمالاً،و شباباً …

يصف المؤرخون و الرواة شبابه ،فيقولون :" كان أعطر أهل مكة"…

ولد في النعمة ،و غذي بها ،و شب تحت خمائلها ..

و لعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل أبويه بمثل ما ظفر به " مصعب ابن عمير"..

ذلك الفتى الريان،المدلل المنعم ،حديث حسان مكة ،و لؤلؤة ندواتها و مجالسها ، أيمكن أن يتحول إلى أسطورة من أساطير الإيمان و الفداء…؟؟

بالله ما أروعه من نبأ ..نبأ "مصعب بن عمير "أو" مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين..

و لكن أي واحد كان…؟

إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعاً…

لقد سمع الفتى ذات يوم ،ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين…

"محمد " الذي يقول أن الله أرسله بشيراً و نذيراً، و داعياً إلى عبادة الله الواحد الأحد.

و حين كانت مكة تمسي و تصبح و لا هم لها ، و لا حديث يشغلها إلا الرسول صلى الله عليه و سلَّم و دينه ، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعاً لهذا الحديث.

ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه ، زينة المجالس و الندوات ، تحرص كل ندوة أن يكون " مصعب" بين شهودها ، ذلك أن أناقة المظهر و رجاحة العقل كانتا من خصال " ابن عمير" التي تفتح له القلوب و الأبواب ..

و لقد سمع فيما سمع أن الرسول و من آمن معه ، يجتمعون بعيداً عن فضول قريش و أذاها …هناك على الصفا في دار " الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد ،و لا التلبث و الانتظار ، بل صحب نفسه ذات مساء إلى "دار الأرقم " تسبقه أشواقه و رُؤاه…

هناك كان الرسول يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم من القرآن الكريم ، و يصلي معهم لله العلي الكبير .

و لم يكد" مصعب" يأخذ مكانه و تنساب الآيات من قلب الرسول متألقة على شفتيه ، ثم آخذة طريقها إلى الأسماع و الأفئدة ، حتى كان فؤاد " ابن عمير " في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..

ولقد كانت الغبطة تخلعه من مكانه ، و كأنه من الفرحة الغامرة يطير.

و لكن الرسول بسط يمينه المباركة الحانية حتى لامست الصدر المتوهج ، و الفؤاد المتوثب ،فكانت السكينة العميقة عمق المحيط … و في لمح البصر كان الفتى الذي آمن و أسلم يبدو و معه من الحكمة ما يفوق ضعف عمره و سنه ، و معه من التصميم ما يغير سير الزمان….

كانت أم مصعب " خناس بنت مالك "تتمتع بقوة فذَّة في شخصيتها ، و كانت تهاب إلى حد الرهبة..

و لم يكن "مصعب "حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه.

فلو أن مكة بكل أصنامها و أشرافها و صحرائها ، استحالت هولاً يقارعه و يصارعه ، لاستخف به مصعب إلى حين .. أما خصومة أمه ، فهذا هو الهول الذي لا يطاق ..

ولقد فكَّر سريعاً ، و قرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً .

و ظل يتردد على دار الأرقم ، و يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلَّم ، و هو قرير العين بإيمانه ، و بتفاديه غضب أمه التي لا تعلم عن إسلامه خُبراً..

و لكن مكة ، و في تلك الأيام بالذات . لا يخفى فيها سر . فعيون قريش و آذانها على كل طريق ، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة ، الواشية …

و لقد أبصر به " عثمان بن طلحة " و هو يدخل خفيةً إلى دار الأرقم … ثم رآه مرة أخرى و هو يصلي كصلاة محمد. فسابق ريح الصحراء و زوابعها ، شاخصاً إلى أم مصعب . حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها …

و وقف " مصعب" أمام أمه ، و عشيرته ، و أشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق و ثباته ، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم و يملأها به حكمةً و شرفاً و عدلاً و تقى .

و همت أمه أن تسكته بلطمة قاسية. و لكن اليد التي امتدت كالسهم . ما لبثت أن استرخت و ترنحت أمام النور الذي زاد و سامة وجهه و بهاءه جلالاً يفرض الاحترام ، و هدوءاً يفرض الإقناع …

و لكن . إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب و الأذى . فإن في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر …

و هكذا مضت به إلى ركن قصي من أركان دارها . و حبسته فيه . و أحكمت عليه إغلاقه ، و ظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة ، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ ، و غافل أمه و حراسه ، و مضى إلى الحبشة مهاجراً أواباً ..

ولسوف يمكث في الحبشة مع إخوانه المهاجرين ، ثم يعود معهم إلى مكة ، ثم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.

و لكن ، سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة ، فإن تجربة إيمانه تمارس تفوقها في كل زمان و مكان ، و لقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار ، و اطمأن " مصعب " إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدم قرباناً لباريها الأعلى ، و خالقها العظيم ..

خرج يوماً على بعض المسلمين و هم جلوس حول رسول الله ، فما أن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم و غضوا أبصارهم و ذرفت بعض عيونهم دمعاً شجياً ..

ذلك أنهم رأوه .. يرتدي جلباباً مرقعاً بالياً ، و عاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه ، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة ، و ألقاً و عطراً ..

و تملَّى رسول الله منظره بنظرات حكيمة ، شاكرة ، محبة ، و تألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة ، و قال ( لقد رأيت مصعباً هذا ، و ما بمكة فتىأ نعم عند أبويه منه ، لقد ترك ذلك كلِّه حباً بالله و رسوله)..

لقد منعته أمه حين يئست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. و أبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة و حاقت به لعنتها ، حتى لو يكون هذا الإنسان ابنها ..

و لقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة . فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ..

و إنها لتعلم صدق عزمه إذا همَّ و عزم ، فودعته باكية ، و ودعها باكياً ..

و كشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم و إصرار أكبر على الإيمان من جانب الإبن .. فحين قالت له و هي تخرجه من بيتها : اذهب لشأنك ، لم أعد لك أماً .. اقترب منها و قال ( يا أمَّه ، إني لك ناصح ، و عليك شفوق ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله ، و أن محمداً عبده و رسوله).. أجابته غاضبة مهتاجة :" قسماً بالثواقب ، لا أ دخل في دينك ، فَيُزرى برأيي و يضعف عقلي"…

و خرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثراً الشظف و الفاقة .. و أصبح الفتى المتأنق المعطر ، لا يُرى إلا مرتدياً أخشن الثياب ، يأكل يوماً ، و يجوع أياماً ، ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة ، و المتأنقة بنور الله ، كانت قد جعلت منه إنساناً آخر يملأ الأعين جلالاً ،و الأنفس روعة..

و آنئذ ، اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها : أن يكون سفيره إلى المدينة، يفقِّه الأنصار الذين آمنوا و بايعوا الرسول عند العقبة ، و يُدخل غيرهم في دين الله ، و يُعِدُّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..

كان في أصحاب الرسول يومئذ من هم أكبر منه سناً و أكثر جاهاً ، و أقرب من الرسول قرابةً .. ولكن الرسول اختار مصعب الخير ، و هو يعلم بأنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة ، و يلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة ، و منطلق الدعوة و الدعاة و المبشرين و الغزاة ، بعد حين من الزمان قريب .

و حمل مصعب الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من عقل راجح و خلق كريم ..و لقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده و ترفعه و إخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجاً..

لقد جاءها يوم بعثه الرسول إليها و ليس فيها سوى اثني عشر مسلماً هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ،و لكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله و للرسول ..

و في موسم الحج التالي لبيعة العقبة كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكَّة للقاء الرسول وفداً يمثلهم و ينوب عنهم .. و كان عدد أعضائه سبعين مؤمن و مؤمنة .. جاؤوا تحت قيادة معلمهم و مبعوث نبيهم إليهم " مصعب بن عمير " .. لقد أثبت " مصعب"بكياسته و حسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرف كيف يختار..فلقد فهم " مصعب " رسالته تماماً و وقف عند حدودها .. عرف أنه داعية إلى الله ، و مبشر بدينه الذي يدعو الناس إلى الهدى ، و إلى صراط مستقيم.. و أنه كرسوله الذي آمن به ، ليس عليه إلا البلاغ .. هنالك نهض في ضيافة " أسعد بن زرارة" يَغشيان القبائل و البيوت و المجالس ، تالياً على الناس ما معه من كتاب ربه ، هاتفاً بينهم في رفق عظيم بكلمة الله ( إنما الله إله واحد)…

و لقد تعرض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به و بمن معه ، لولا فِطنة عقله ، و عظمة روحه..

ذات يوم فاجأه و هو يعظ الناس " أُسيد بن حُضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهراً حربته ، يتوهج غضباً و حنقاً على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم .. و يدعوهم لهجر آلهتهم ، و يحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل ،و لم يألفوه من قبل ..

إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها ، إذا احتاجها أحد عرف مكانها و ولى وجهه ساعياً إليها ، فتكشف ضره و تلبي دعاؤه …هكذا يتصورون و يتوهمون ..أما إله محمد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم ، فما أحد يعرف مكانه ، و لا أحد يستطيع أن يراه ..

و ما أن رأى المسلمون الذي كانوا يجالسون " مصعب" مَقدَم " أسيد بن حضير"متوشحاً غضبه المتلظي ، و ثورته المتحفزة ، حتى وَجِلوا ..لكن " مصعب الخير" ظل ثابتاً ، وديعاً ، متهللاً ..

وقف أسيد أمامه مهتاجاً ، و قال يخاطبه هو و أسعد بن زرارة : "ما جاء بكما إلى حيِّنا ، تسفِّهان ضعفاءنا ..؟اعتزلانا ، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة "..!!و في مثل هدوء البحر و قوته و في مثل تهلل ضوء الفجر و وداعته ..انفرجت أسارير مصعب الخير و تحرك بالحديث الطيب لسانه فقال:"أولا تجلس فتستمع..؟! فإن رضيت أمرنا قبلته ..و إن كرهته كففنا عنك ما تكره"..

الله أكبر ..ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام ..!!

كان " أسيد رجلاً أريباً عاقلاً" ..و هاهو ذا يرى مصعباً يحتكم معه إلى ضميره .. فيدعوه إلى أن يسمع لا غير .. فإن اقتنع، تركه لاقتناعه و إن لم يقتنع ترك " مصعب" حيهم و عشيرتهم و تحول إلى حي آخر و عشيرة أخرى غير ضارّ و لا مُضارّ .. هناك أجابه " أسيد " قائلاً : أنصفت ، أنصفت … و ألقى حربته إلى الأرض و جلس يصغي .. و لم يكد مصعب يقرأ القرآن ، و يفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام ، حتى أخذت أسارير " أسيد " تبرق و تشرق ..و تتغير مع مواقع الكلام و تكتسي بجماله ..!!و لم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به " أسيد بن حضير"و بمن معه قائلاً :

" ما أحسن هذا القول و أصدقه … كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين " ..؟؟ و أجابوه بتهليلة رجَّت الأرض رجاَ ، ثم قال له مصعب : ( يطهِّر ثوبه و بدنه، و يشهد ألا إله إلا الله ).. فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه ، و وقف يعلن أنه يشهد ألا إله إلا الله ، و أن محمداً رسول الله..

و سرى الخبر كالضوء .. و جاء " سعد بن معاذ " فأصغى لمصعب و اقتنع ، و أسلم ، ثم تلاه " سعد بن عبادة ".. و تمت بإسلامهم النعمة ، و أقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون : إذا كان أسيد بن حضير ، و سعد بن معاذ ، و سعد ابن عبادة قد أسلموا ، ففيم تخلّفنا…؟ هيا إلى مصعب ، لنؤمن معه ، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه …!!

لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه و سلَّم نجاحاً منقطع النظير.. نجاحاً هو له أهل ، و هو به جدير ..

و تمضي الأيام و الأعوام ، و يهاجر الرسول و صحبه إلى المدينة ، و تتلمظ قريش بأحقادها .. و تعد عدَّة باطلها ، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين ..و تقوم غزوة بدر ، فيتلقون فيها درساً يفقدهم بقية صوابهم و يسعون إلى الثأر ، و تجيء غزوة أحد .. و يعبئ المسلمون أنفسهم ، و يقف الرسول صلى الله عليه و سلَّم وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية .. و يدعو مصعب الخير ، فيتقدَّم و يحمل اللواء..

و تشب المعركة الرهبية ، و يحتدم القتال ، و يخالف الرماة أمر الرسول عليه السلام و يغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ، لكن عملهم هذا ، سرعان ما يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة .. و يفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، و تُعمل فيهم على حين غرة السيوف الظامئة المجنونة ..

و حين رأوا الفوضى و الذعر يمزقان صفوف المسلمين ، ركَّزوا على رسول الله صلى الله عليه و سلَّم لينالوه ..

و أدرك "مصعب بن عمير " الخطر الغادر ، فرفع اللواء عالياً ، و أطلق تكبيرة كالزئير ، و مضى يصول و يجول و يتواثب .. و كل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه و يشغلهم عن الرسول صلى الله عليه و سلَّم بنفسه ، و جرَّد من ذاته جيشاً بأسره … أجل ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير ..

يد تحمل الراية في تقديس ..

و يد تضرب السيف في عنفوان ..

و لكن الأعداء يتكاثرون عليه ،يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث يلقون الرسول ..

و لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم ..!!

يقول ابن سعد : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري ، عن أبيه قال :

( حمل "مصعب بن عمير "اللواء يوم أحد ، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ، فأقبل ابن قبيئة و هو فارس ، فضربه على يده اليمنى فقطعها ، و مصعب يقول :و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل …" و أخذ اللواء بيده اليسرى و حنا عليه ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فحنا على اللواء و ضمَّه بعضديه إلى صدره و هو يقول : و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل …" ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه و اندقَّ الرمح ، و وقع مصعب ، و سقط اللواء )…

وقع مصعب …و سقط اللواء..!!

وقع حلية الشهادة ، و كوكب الشهداء ..!!

وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء و الإيمان ..

كان يظن أنه إذا سقط ، فسيصبح طريق القتلة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلَّم خالياً من المدافعين و الحماة .. و لكنه كان يعزي نفسه في رسول الله صلى الله عليه و سلَّم من فرط حبِّه له و خوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعاً : ( و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ).. هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها ،و يكملها ، و يجعلها ، قرآناً يتلى ..

* * *

و بعد انتهاء المعركة المريرة وُجد جثمان الشهيد الرشيد راقداً و قد أخفى و جهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..

لكأنما خاف أن يبصر و هو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى و جهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره و يخشاه …؟؟

أو لكأنه خجلان إذ سقط شهيداً قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله و قبل أن يؤدي إلى النهاية واجب حمايته و الدفاع عنه ..!!

لك الله يا مصعب يا من ذكرك عطراً للحياة …!!

* * *

و جاء الرسول و أصحابه يتفقدون أرض المعركة و يودعون شهداءها .. و عند جثمان مصعب ، سالت دموع وفية غزيرة ..

يقول خبَّاب بن الأرت:

( هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلَّم في سبيل الله ، نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله .. فمنا من مضى و لم يأكل من أجرة في دنياه شيئاً – منهم مصعب بن عمير – قُتل يوم أحد .. فلم يوجد له شيئاً يكَّفن فيه إلا نَمِرة .. فكنا إذا وضعناها على رأسه تَعَرَّت رجلاه و إذا و ضعناها على رجليه برزت رأسه ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلَّم :" اجعلوها مما يلي رأسه ، و اجعلوا على رجليه من نبات الأذخر "..)..

و على الرغم من الألم الحزين العميق الذي سبَّبَه رُزء الرسول صلى الله عليه و سلَّم في عمِّه حمزة ، و تمثيل المشركين بجثمانه تمثيلاً أفاض دموع الرسول عليه السلام ، و أوجع فؤاده ..

و على الغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه و أصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالماً من الصدق و الطهر و النور ..

على الرغم من كل هذا ، فقد وقف على جثمان أول سفرائه ، يودعه و ينعاه .. أجل .. وقف الرسول صلى الله عليه و سلَّم عند مصعب بن عمير و قال و عيناه تلفانه بضيائهما و حنانهما و وفائهما :

( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)..

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن فيها و قال :" لقد رأيتك بمكة ، و ما بها أرق حلَّة و لا أحسن لِمَّةً منك.. ثم هاأنت ذا شعث الرأس في بُردة "..؟!

و هتف الرسول عليه السلام و قد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب و قال :

( أيها الناس زوروهم ، و أتوهم ، وسلموا عليهم ، فوالذي نفسي بيده ، لا يسلم عليهم مُسَلِّمٌ إلى يوم القيامة ، إلا ردوا عليه السلام )..

السلام عليك يا مصعب …

السلام عليكم يا معشر الشهداء…

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nda2eleslam.yoo7.com
 
مع اول سفير في الاسلام مصعب بن عمير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجال حول الرسول ..مصعب بن عمير
» (((((((((((((( الحج في الاسلام )))))
» عدالة الصحابة ومكانتهم فى الاسلام لهم
» عمرفى ميزان الاسلام
» ((((((((( مميزات المراْة في الاسلام))))))))))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بــــلال الســــنوسي الاسلامية  :: منتدي الصحابة الكرام-
انتقل الى: