سفيرالنواياالحسنة صاحب الموقع والمديرالعام المسئول
هذا العضو حاصل على وسام : عدد المساهمات : 3321 نقاط : 10324 حبيب الرسول كبير : 0 تاريخ التسجيل : 30/03/2010
| موضوع: بيان أن كل معجزة لنبي فلنبينا أمثالها الإثنين سبتمبر 06, 2010 12:32 am | |
| بيان أن كل معجزة لنبي فلنبينا أمثالها(1) بسم الله الرحمن الرحيم
بيان أن كل معجزة لنبي فلنبينا أمثالها
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
والمراد من إيراد ما نذكره في هذا الباب، البينة على ما أعطى الله أنبياءه عليهم السلام من الآيات البينات، والخوارق القاطعات، والحجج الواضحات، وأن الله جمع لعبده ورسوله سيد الانبياء وخاتمهم من جميع أنواع المحاسن والآيات،مع ما اختصه الله به مما لم يؤت أحدا قبله .
وقد ذكر غير واحد من العلماء أن كل معجزة [ لنبي ] من الانبياء فهي معجزة لخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أن كلا منهم بشر بمبعثه، وأمر بمتابعته،
كما قال تعالى: * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين * فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) * [ آل عمران: 81 ]
وقد ذكر البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما بعث الله نبي من الانبياء إلا أخذ عليه العهد والميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به وليتبعنه ولينصرنه *
وذكر غير واحد من العلماء " أن كرامات الاولياء معجزات للانبياء" ، لان الولي إنما نال ذلك ببركة متابعته لنبيه، وثواب إيمانه *
والمقصود أنه كان الباعث لي على عقد هذا الباب أني وقفت على مولد اختصره من سيرة الامام محمد بن إسحاق بن يسار وغيرهما شيخنا الامام العلامة شيخ الاسلام كمال الدين أبو المعالي محمد بن علي الانصاري السماكي، نسبه إلى أبي دجانة الانصاري سماك بن حرب بن حرشة الاوسي، رضي الله عنه، شيخ الشافعية في زمانه بلا مدافعة، المعروف بابن الزملكاني عليه رحمة الله، وقد ذكر في أواخره شيئا من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقد فصلا في هذا الباب فأورد فيه أشياء حسنة، ونبه على فوائد جمة، وفوائد مهمة، وترك أشياء أخرى حسنة، ذكرها غيره من الائمة المتقدمين، ولم أره استوعب الكلام إلى آخره، فأما أنه قد سقط من خطه، أو أنه لم يكمل تصنيفه، فسألني بعض أهله من أصحابنا ممن تتأكد أجابته، وتكرر ذلك منه، في تكميله وتبويبه وترتيبه، وتهذيبه، والزيادة عليه والاضافة إليه، فاستخرت الله حينا من الدهر، ثم نشطت لذلك ابتغاء الثواب والاجر
وقد كنت سمعت من شيخنا الامام العلامة الحافظ، أبي الحجاج المزي تغمده الله برحمته، أن أول من تكلم في هذا المقام الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه .
ووقفت على فصل مليح في هذا المعنى، في كتاب دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم، أحمد بن عبد الله الاصبهاني، وهو كتاب حافل في ثلاث مجلدات، عقد فيه فصلا في هذا المعنى، وكذا ذكر ذلك الفقيه أبو محمد عبد الله بن حامد، في كتابه دلائل النبوة، وهو كتاب كبير جليل حافل، مشتمل على فرائد نفيسة * وكذا الصرصري الشاعر يورد في بعض قصائده أشياء من ذلك كما سيأتي * وها أنا أذكر بعون الله مجامع ما ذكرنا من هذه الاماكن المتفرقة بأوجز عبارة، وأقصر إشارة، وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
انتهى كلام ابن كثير رحمه الله تعالى . | |
|